أفئدتهم ، فبقوا شاكّين
حيارى تائهين في تيه
الجهالة وظلمة
الحيرة
، وقد حبطت أعمالهم وانتكست رؤوسهم ، فما لهم من معرفة اللّه من نصيب :(الَّذِينَ
آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ).
واعلم ، يا أخي ، أنّ نفسك مسافر إلى اللّه
ـ تعالى ـ من أوّل منزل من منازل وجودها ، وبدنك مركبك ؛ فتأهب للزاد والاستعداد
بالسلاح الذي يدفع بها سرّاق المنازل وقطّاع المراحل حتّى يصلك إلى المطلوب الحقيقي
والمقصود اليقيني الذي هو منتهى الغايات.
واعلم أنّ ما سردنا عليك من بعض
مسائل الحكمة الحقّة الإلهيّة التي لا يتأتى لكلّ
دركه ولا يتيسّر ضبطه إلّا لمن كان فطرته سليمة عن الأمراض الدنياويّة والوساوس الشيطانيّة
وترك الاشتهار وطلب الجمعيّة ، حقّ حقيق بالأخذ ، أحقّ بالبيان بل بالتبيان ؛ وهذه
علانية وعيان عند العقول الأخرويّة والمعرضين عن زهرات الدنيوية .
فما حقّقت لك ما تيسّر لنا بفضل اللّه ورحمته
وما وصلنا إليه بفيضه من أسرار المبدأ والمعاد ، وهو «لكلّ قوم هاد». والحمد للّه ربّ
العالمين وصلّى اللّه على محمّد وآله الطيّبين .
* * *
__________________