المحرّكة بإعانة غيرها
من الأسباب أشياء من باب الحركات والتحوّلات تسمّى بالصنائع والأفعال ، كذلك تفعل باختراعها
في مملكتها وعالمها بالباطن صورا وأشخاصا جسمانيّة بعضها مطابقة لما يوجد في العوالم
وبعضها جزافيّات لا أصل لها في شيء من العوالم والبرازخ.
والصور المتأصّلة التي تكون في العوالم بعضها
مطابقة لبعض ، إذ النشآت والعوالم مطابقة بحسب الصور إلّا ما يخترعها
النفس بدعابة
المتخيّلة وشيطنتها ، فإنّها مجرد «إنشاء» لا أصل
لها.
فإذا اخترعت المتخيّلة بدعابتها واضطرابها
ـ التي لا يفترّ عنها في أكثر الأحوال ـ صورا جزافيّة وانتقلت فيها وحاكتها بأمور أخرى
في حال النوم وشاهدها النفس وبقيت مشغولة بمحاكاتها ، كما تبقى مشغولة بالحواس في اليقظة
، وخصوصا إذا كانت ضعيفة في جوهرها منفصلة عن آثار
القوى ؛ فلا تستعدّ للاتّصال بالجواهر الروحانيّة. والمتخيّلة باضطرابها قويّة
بسبب من الأسباب ، فلا تزال تحاكي وتخترع صورا لا وجود لها ، وتبقى في الحافظة إلى
أن تستيقظ فتذكّر
ما رآه في المنام.
ولمحاكاتها ـ أيضا ـ أسباب من أحوال البدن
ومزاجه ؛ فإن غلب على مزاجه الصفراء ، حاكاها
بالأجزاء
الصفراء
؛ وإن كان فيه الحرارة ، حاكاها بالنار والحمّام الحارّ ؛ وإن غلبت البرودة ، حاكاها
بالثلج والشتاء ونظائرهما ؛
__________________