تبصرة
|
اعلم ، يا حبيبي ، أنّك مسافر من الدنيا إلى الآخرة وأنت تاجر ، ورأس مالك حياتك (١) في تجارتك اكتساب المعارف ، وهي زاد سفرك إلى معادك ؛ وفائدتك وربحك هي حياتك الأبديّة بنعيمها بلقاء اللّه ورضوانه ، خسرانك هو هلاك نفسك باحتجابك عن جوار اللّه ودار كرامته. |
واعلم أنّ «الناقد» (٢) بصير (٣) ، لا يقبل منك إلّا الذهب الخالص وفضّة الطاعة ؛ فوزّن حسناتك بميزان صدق ، واحسب حساب نفسك قبل أن توافي عمرك (٤) وقبل أن يحاسب عليك في وقت لا يمكنك التدارك.
فالموازين مرفوعة ليوم الحساب ، وفيه الثواب والعقاب :(فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ * فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ * وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ * نارٌ حامِيَةٌ)(٥).
تنبيه |
اعلم أنّ «باطن» الإنسان في الدنيا هو «ظاهر (٦)» في الآخرة ، وما كان له «غيبا» هاهنا يصير «علانية (٧)» هناك ؛ لأن للنفس في ذاتها سمعا وبصرا وشمّا وذوقا ولمسا وتخيّلا وتصرّفا وفعلا وحركة ؛ وأنّ لها عينا باصرة «إلى ربّها ناظرة» (٨) ، وأذنا سامعة يسمع بها كلمات الملائكة وأصوات طيور الجنان ونغماتها ، وشمّا يشمّ (٩) روائح الأنس ونسائم القدس ، وذوقا يذوق به طعوم الجنّة ، ولمسا يلمس به حور العين. |
__________________
(١) آس ، لك ، دا : + الدنيا.
(٢) دا : الناقل.
(٣) دا ، آس : البصير.
(٤) مش ٢ : غيرك.
(٥) سورهء قارعه ، آيات ٦ تا ١١.
(٦) آس ، مش ٢ ، لك ، چ : طاهرة.
(٧) چ : شهادة هناك ويكون كلّ سرّ علانية.
(٨) تضمين آيهء ٢٣ سورهء قيامت :(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ).
(٩) آس ، لك ، دا ، چ : + به.