السماوات والأرض :(لَقَدْ
رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى).
وسمّيت القيامة
«ساعة» لأنّها تسعى إليها النفوس لا بقطع المسافات
المكانيّة ، بل بقطع الأنفاس الزمانيّة بحركة جوهريّة ذاتيّة وتوجّه إلى اللّه ـ تعالى ـ :(إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا
يُؤْمِنُونَ).
تذنيب
|
اعلم أنّ أرض المحشر هي هذه الأرض التي في الدنيا ، إلّا
أنّها «تبدّل غير الأرض» ، فتمدّ مدّ الأديم وتبسط ، فلا ترى فيها عوجا ؛ يجمع فيها
جميع الخلائق من أوّل الدنيا إلى آخرها ، لأنّها اليوم مبسوطة على قدر يسع الخلائق
كلّها. ومعنى مدّها وبسطها أنّ مجموع الأمكنة الواقعة في كلّ وقت كما تتّصل الآنات
في نظر شهوده ـ تعالى
ـ ، كذلك الأرض الموجودة في الآزال والآباد ؛ فتصير الأراضي كلّها أرضا واحدة فيها
الخلائق كلّها ، كما قال :(وَأَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها وَوُضِعَ الْكِتابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ
وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ).
|
* * *
__________________