أعجب يا محمد لإلف الله قريشا ، وذلك أن قريشا كانوا ببلاد غير ذى زرع ، كانوا يرتحلون رحلتين ، رحلة فى الشتاء ورحلة فى الصّيف إلى اليمن والشام فيمتارون ما يحتاجون إليه ، فشقّ ذلك عليهم فكفاهم الله أمر الرّحلتين. بل كانت تأتيهم العير والقوافل بما يحتاجون إليه ، فذكّرهم الله نعمته عليهم ؛ صرف الفيل عنهم ، وكفاهم أمر الرّحلين ، ومع ذلك لا يؤمنون ، فقيل : اللام لام التعجب ، وقيل : اللام لام الإضافة (١) ، وهى متصلة ب «ألم تر». فعلى هذا القول (ألم تر) و (لإيلاف) سورة واحدة (فجعلهم كعصف مأكول لإيلف قريش).
وقال الخليل وأصحابه / اللّام [متّصلة] ب (فَلْيَعْبُدُوا) وتلخيصه فليعبدوا ربّ هذا البيت لإيلاف قريش على التّقديم والتّأخير (٢).
* * *
__________________
(١) فى إعراب ثلاثين سورة : ١٩٦ «منهم الفراء وابن عيينة ..» ويراجع معانى القرآن : ٣ / ٢٩٣ «قال بعضهم : ...».
(٢) قال الزّجاج فى معانى القرآن وإعرابه : ٥ / ٣٦٥ : «قال النّحويون الذين ترتضى عربيتهم : هذه اللام معناها متصل بما بعد : (فَلْيَعْبُدُوا) ....».