قال أبو عبد الله : وإنّما قرأووا فى هذه السّورة (مِهاداً) لتوافق رءوس الآي. وهذا مذهب حسن.
٨ ـ وقوله تعالى : (مَكاناً سُوىً) [٥٨].
قرأ حمزة وعاصم وابن عامر (سوى) بالضّمّ.
وقرأ الباقون (سِوى) بالكسر ، مقصورين. وهما لغتان. قال الشّاعر (١) :
وأنّ أبانا كان حلّ ببلدة |
|
سوى بين قيس قيس عيلان والفزر |
قيس وفزر قبيلتان ها هنا ، والفزر : القطيع من الشّاء ، والقيس : القرد ، والقيس : مصدر قاس خطاه قيسا. إذا سوّى بينهما ، يقال : رأيت جارية تميس ميسا ، وتقيس قيسا. تميس معناه : تبختر.
__________________
(١) البيت لموسى بن جابر الحنفىّ ، شاعر جاهلى أدرك الإسلام يدعى «أزيرق اليمامة» و «ابن الفريعة» و «ابن ليلى» أخباره فى معجم الشعراء : ٢٨٥ ، والخزانة : ١ / ١٨٦. والبيت مع بيتين أوردهما أبو تمام فى الحماسة : (رواية الجواليقى) ونسبهما إلى يحيى بن منصور الذّهلىّ ، قال التّبريزى فى شرح الحماسة : «قال أبو رياش : هذا غلط من أبى تمّام. يحيى بن منصور هو ذهلى ، وهذه الأبيات لموسى ابن جابر الحنفىّ».
والأبيات هى :
وجدنا أبانا كان حلّ ببلدة |
|
سوى بين قيس قيس عيلان والفزر |
فلما نأت عنّا العشيرة كلّها |
|
أنخنا فحالفنا السيّوف على الدّهر |
فلما أسلمتنا عند يوم كريهة |
|
ولا نحن أغضينا الجفون على وتر |
والشاهد الذى أورده المؤلف هنا عن ابن دريد أنشده ابن ريد فى الجمهرة : ٢ / ٣٢٣ ، ونسبه إلى جابر ، وأنشده أيضا فى الاشتقاق : ٢٤٥. والفزر : لقب لبنى سعد بن زيد مناة بن تميم. ينظر استيفاء ما قيل عن سبب تلقيبه فى كتب الأمثال حول المثل : «لا أفعل ذلك معزى الفزر» و «حتى يجتمع معزى الفزر» الأمثال لأبى عبيد : ٣٨٤ ، جمهرة الأمثال : ١ / ٣٦٠ ، والشاهد فى مجاز القرآن : ٢ / ٢٠ ، وشرح القصائد السبع لابن الأنبارى : ٢ / ٧٩٩ ، والأضداد له : ٤٢ ، والصحاح واللّسان : (سوى).