أبى بكر الصّديق قبل أن يسلم ، وذلك غلط ، إنّما نزل فى الكافر العاقّ (١).
٧ ـ وقوله تعالى : (أَتَعِدانِنِي) [١٧].
اتّفق القراء على كسر النّون ، وإنما ذكرته ، لأنّ ابن مجاهد حدّثنى عن أحمد بن زهير عن القصبىّ محمد بن عمر عن عبد الوارث عن أبى عمرو أنّه قرأ : أتعدانَنى بفتح النون. قال : وهى لغة يعنى فتح النّون. قال الشاعر (٢) :
على أحوذيّين استقلّت عليهما |
|
فما هى إلّا لمحة فتغيب |
__________________
(١) الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة : ١٢٩.
قال مؤلفه الإمام بدر الدين الزّركشى ـ رحمة الله عليه ـ : «نقل أهل التفسير فى قوله تعالى : وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ إن معاوية كتب إلى مروان بأن يبايع الناس ليزيد ، قال عبد الرحمن بن أبى بكر : لقد جئتم بها هر قليه أتبايعون لأبنائكم؟! ، فقال مروان : يأيّها الناس هذا الذى قال الله فيه : (وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما) فسمعت عائشة فغضبت وقالت : والله ما هو به ، ولو شئت أن أسميه لسميته ، ولكنّ الله لعن أباك وأنت فى صلبه فأنت قضقض من لعنة الله» ونسب هذا القول إلى ابن عباس رضى الله عنهما زاد المسير : ٧ / ٣٨٠. قال الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن السّرى الزّجاج ـ رحمهالله ـ : فى معانى القرآن وإعرابه : ٤ / ٤٤٣ «قال بعضهم : إنّها نزلت فى عبد الرحمن [بن أبى بكر] قبل إسلامه ، وهذا يبطله قوله : (أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ). فأعلم الله أن هؤلاء قد حقّت عليهم كلمة العذاب ، وإذا أعلم بذلك فقد أعلم أنهم لا يؤمنون ، وعبد الرحمن مؤمن ، ومن أفاضل المؤمنين وسرواتهم. والتّفسير الصّحيح أنها نزلت فى الكافر العاق». أقول : هذا والله مذهب السّلف رحمهمالله. وكانت أمّ المؤمنين عائشة رضى الله عنها تنكر أن تكون الآية نزلت فى عبد الرحمن وتحلف على ذلك وتقول : لو شئت لسميت الذى نزلت فيه. يراجع زاد المسير : ٧ / ٣٨٠ ، ٣٨١ ، وتفسير القرطبى : ١٦ / ١٩٧.
(٢) البيت لحميد بن ثور الهلالى فى ديوانه : ٥٥ ، من قصيدة جيّدة أولها :
مرضت فلم تحفل علىّ جنوب |
|
وأدنفت والممشى إلىّ قريب |
يصف قطاة ، والأحوذيين تثنية أحوذيّ ، وهو السّريع يريد بهما : جناحي القطاة. يصف قطاة ، والأحوذيين تثنية أحوذيّ ، وهو السّريع يريد بهما : جناحي القطاة. والشاهد فى معانى القرآن : ٢ / ٤٢٣ ، وشرح المفصّل : ٤ / ١٣١ ، والارتشاف : ٣ / ٣٢٠ ، وضرائر الشعر : ٢١٧ ، وشرح الشواهد : ١ / ١٧٧ ، وشرح التّصريح : ١ / ٧٨. ويروى : «استقلّت عشيّة».