وسيّئآت المرء إن جمعت |
|
صغارها حلّت محلّ الكبار |
وقال آخر :
قد يلحق الصّغير بالجليل |
|
وإنّما القرم من الأفيل (١) |
وسحق النّخل من الفسيل |
الأفيل : يعنى ولد النّاقة. وكان يقال : إياكم والمحقّرات فإن لها من الله طالبا. وقال ابن عون ، عن الحسن : قدم عبد الله بن عمرو بن العاص من مصر على عمر رحمة الله عليه فى ناس فلما دخل المدينة قال : تفرّقوا فى الطّرق ، فإنى لا أدرى ما ترمون به من عمر ، ثمّ دخل عليه فقال : إن ناسا زعموا أنهم يرون فى القرآن شيئا أمر أن يعمل بها فأرادوا أن يذكروا ذلك لك ، قال : فأين هم؟ اجمعهم. فأتى بهم ، فأخذ عمر أدناهم إليه فقال : أنشدك بالله هل قرأت القرآن؟ قال نعم ، قال : أجمعته / قال نعم ، قال : فأقمته فى نفسك وفى بصرك ، قال : لا. فأخذ الذى يليه حتى استقرأهم كذلك ، فيقولون : لا ، قال : ثكلت عمر أمّه تكلفونه أن يقيم أمر الله فى أمّة محمد صلىاللهعليهوسلم ثم تلا : إن كبئر تجتنبوا ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم فقد علم الله تعالى أن سيكون لي سيئات هل علم بكم أحد؟ قال : لا ، قال : والذى نفسى بيده لو علم بكم أحد لوعظتكم.
__________________
(١) قال أبو هلال فى جمهرة الأمثال : ٢ / ٤١ «القرم الفحل من الإبل والأفيل الصغير منها» وقال الميدانى فى مجمع الأمثال : ١ / ٣٩ «يضرب لمن يعظم بعد صغره».