قال ابن مجاهد : وحدّثنى فضل الورّاق قال : حدّثنا روح ، عن على بن نصر ، عن مطرف [النّهديّ](١) عن ابن كثير وإن منهم إلّا واردها فإنّ سأل سائل ما معنى قوله : (ثُمَّ نُنَجِّي)؟ فقل : احتجت هذه الطّائفة بقراءة ابن عبّاس وعاصم الحجدرىّ وابن أبى ليلى ويعقوب الحضرمى (ثُمَ)(٢) بفتح الثاء أى : هنالك ، وليس فى القرآن ما يكون حرفا واسما إلا هذا ، وقوله (٣) : (مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا) ومِن بعثنا من مرقدنا وهذا سراط علىّ مستقيم (٤) وعلىٌّ مستقيم (٥) قرأ به ابن سيرين ، وكلًّا سيكفرون [٨٢] / قرأ بذلك أبو نهيك (٦). ومَن تحتها وقد ذكرته.
١٨ ـ وقوله تعالى : (خَيْرٌ مَقاماً) [٧٣].
قرأ ابن كثير : (خَيْرٌ مَقاماً).
والباقون يفتحون ، فالمقام : الإقامة. يقال : طال مقامى بالبلد ، وأقمت بالبلد مقاما ، وإقامة. والمقام ـ بالفتح ـ كقوله تعالى (٧) : (مَقامُ إِبْراهِيمَ).
__________________
(١) فى الأصل : «الشهزى» وهو مطرف بن معقل ، أبو بكر النّهدىّ ، ويقال : الباهلىّ ، قال ابن الجزرىّ : روى الحروف عن عبد الله بن كثير وسمع الحسن وابن سيرين وقتادة. وروى عنه الحروف على بن نصر الجهضمى ... قال ابن معين : ثقة ، وذكره أحمد فقال : وكان ثقة». غاية النهاية : ٢ / ٣٠٠.
(٢) زاد المسير : ٥ / ٢٥٧.
(٣) سورة يس : آية : ٥٢.
(٤) سورة الحجر : آية : ٤١.
(٥) البحر المحيط : ٦ / ٢١٣.
(٦) المحتسب : ٢ / ٤٥ ، وتفسير القرطبى : ١١ / ١٤٨ ، ١٤٩.
(٧) سورة آل عمران : آية : ٩٧.