عنّى مالي (١) وسلطاني (٢) وما أدريك ماهى (٣) كلّ ذلك بغير هاء في الوصل ، وبإثباتها في الوقف ، ولم يختلف القرّاء في الوقف أنها بالهاء.
وقرأ الكسائيّ بحذف هاتين منها يتسنّ واقتد.
وقرأ الباقون بالهاء في الوصل والوقف ، فمن وقف عليها بالهاء وهو الاختيار قال : هذه هاء السكت ، أتي بها ليبين بها حركة ما قبلها ولا يجوز حركتها. فأما من روى عن ابن عامر فبهديهم اقتدهى فقد أخطأ. وتحذف في الوصل ؛ لأنّ الكلام الذي بعده صار عوضا منها ، وهو اختيار أبي العبّاس المبرّد (٤).
وأمّا من أثبت الهاء وصل أو قطع فإنه يتبع المصحف.
وحدّثنى أحمد بن عبدان ، عن علي بن عبد العزيز ، عن أبي عبيد قال : الاختيار أن يتعمد الرجل للوقف على الهاء ؛ ليجتمع له في ذلك موافقة المصحف واللّغة الجيّدة. فأمّا الكسائيّ / فإنه أثبت مواضع ، وحذف هنالك ليعلم أن اللّغتين جائزتان. ومعنى (لَمْ يَتَسَنَّهْ) أي : لم يأت عليه السّنون ولو كانت من الآسن : وهو المتغير لكان لم يتأسن. والسّنون يجتذبها أصلان الواو والهاء ، يقال : اكتريت غلامي مساناة ومسانهة ، قال الشاعر (٥) :
__________________
(١) سورة الحاقة : آية : ٢٨.
(٢) سورة الحاقة : آية : ٢٩.
(٣) سورة القارعة : آية : ١٠.
(٤) ينظر : المقتضب : ١ / ٦٠ ، ٣٩ ، ٤ / ٢٤٨. والكامل : ٩٦٧.
(٥) البيت لسويد بن الصّامت ، شاعر من الخزرج كان يسميه قومه (الكامل) لقيه النبى صلىاللهعليهوسلم بسوق (ذى المجاز) فدعاه إلى الإسلام وقرأ عليه شيئا من القرآن فاستحسنه وانصرف عائدا إلى ـ