وأدغموا النّون في النّون بعد أن أسكنوها ، فالتّشديد من جلل ذلك ، قال الشاعر (١) :
وترمينني بالطّرف أى أنت مذنب |
|
وتقلينني لكنّ إيّاك لا أقلي |
أراد : لكن أنا.
وحدّثنا ابن مجاهد ، قال : حدّثنا أبو بكر بن إسحاق عن وهيب قال : في حرف أبيّ بن كعب لكن أنا هو الله ربى.
٣١ ـ وقوله تعالى : (كَمْ لَبِثْتَ) [٢٥٩] قرأ ابن كثير ونافع وعاصم بإظهار الثّاء عند التّاء على أصل الكلمة /. وقرأها الباقون بالإدغام لقرب الثّاء من التّاء ، وقد مرت علله في قوله تعالى : (ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ) [٥١]
٣٢ ـ وقوله تعالى : (قالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللهَ) [٢٥٩] قرأ حمزة والكسائي : (قالَ أَعْلَمُ) ، فإذا وقفا على «قال» ابتدأ «اعلم» بالكسر.
وقرأ الباقون قال أعْلم بقطع الألف ، وهو ألف المخبر عن نفسه ، وهو فعل مستقبل ويبتديء كما يصل ، وهو الاختيار ؛ لأنّه من كلام الرّجل أخبر عن نفسه.
٣٣ ـ وقوله تعالى : (لَمْ يَتَسَنَّهْ) [٢٥٩] قرأ حمزة : لم يتسنّ بغير هاء ، وفبهداهم اقتد (٢) وما أغنى
__________________
(١) أنشده المؤلف فى الطارقية : ٥. وينظر : معانى القرآن للفراء : ٢ / ١٤٤ ، وشرح المفصل : ٨ / ١٤٠ ، والبحر المحيط : ٦ / ١٢٨ ، والخزانة : ٤ / ٤٩٠.
(٢) سورة الأنعام : آية : ٩٠.