وسمعت ابن مجاهد يقول : الاختيار الفتح ؛ لأنّك إذا ضممت الياء فقد حذفت مفعولا والتّقدير : لا يفقهون أحدا قولا.
٣٦ ـ وقوله تعالى : (إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ) [٩٤].
قرأ عاصم وحده (يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ) بالهمز.
وقرأ الباقون بغير همز ، فقال النّحويون : هو الاختيار ؛ لأنّ الأسماء الأعجميّة سوى هذا الحرف غير مهموز نحو طالوت وجالوت وهاروت وماروت. وحجّة من همز أن يأخذه من أجيج النّار ، ومن الملح الأجاج فيكون يفعولا منه ، هذا فيمن جعله عربيا وترك صرفه للتّعريف ؛ لأنّها قبيلة.
والاختيار أن تقول : لو كان عربيّا لكان هذا اشتقاقه ولكنّ الأعجمى لا يشتقّ قال رؤبة (١) :
لو كان يأجوج ومأجوج معا |
|
وعاد عاد / واستجاشوا تبّعا |
فترك الصرف فى الشعر كما هو فى التّنزيل. وجمع يأجوج يآجيج مثل يعقوب ويعاقيب ، واليعقوب : ذكر الفتخ ، والأنثى : الحجلة. وولد الفتخ : السّلك ، والأنثى : السّلكة ، ومن ذلك قولهم (٢) : سليك بن السّلكة. وقال الخليل رضى الله عنه : الذّعفوفة : ولد الفتخ والقهبي أبوه. ذكره فى كتاب «العين» (٣).
__________________
(١) ديوانه ، وبينهما قوله :
* والنّاس أحلافا علينا شيعا*
(٢) يقصد ، ومن ذلك تسميتهم سليك بن سلكة ، وهو شاعر جاهلىّ أحد صعاليك العرب ولصوصها من بنى عمير بن مقاعس من بنى سعد بن تميم أخباره فى جمهرة أنساب العرب : ٢٣٥ ، والشعراء : ١ / ٢٨١ ، والأغانى : ٢ / ٣٤٦. وجمع شعره حميد آدم ثوينى وكامل سعيد عواد وطبع فى مطبعة العانى ببغداد سنة ١٤٠٤ ه.
(٣) العين : ٣ / ٣٧١.