جرّ فأتى بها على الأصل ، وذلك أنّ الأصل فى يد يدى ، آخرها ياء ، تقول فى الجمع أيدى. وتلخيص ذلك : كفّ اليدي ، ثم قلب الياء ألفا فقال : اليدا كما تقلب العرب الألف ياء إذا اضطرّوا إليها لقافية شعر ، وأنشد سيبويه (١) :
* قواطنا مكّة من ورق الحمى*
أراد : الحمام فأسقط الميم الأخيرة فبقى الحما ، ثم خطّ الألف إلى الياء فقال : الحمى (٢).
وقال الأصمعى : موضع «اليد» نصب ، و «كفّ» فعل ماض ، أو كف اليد ، كما يقول : منع اليد.
وقال الآخر شاهدا لنافع (٣) :
فسمىّ ما يدريك أن رب فتية |
|
باكرت سخرتهم بأدكن مترع |
__________________
(١) الكتاب : ١ / ٨ ، ٥٦ ، والنكت عليه للأعلم : ١٤٢ ، ١٥٤ ، وينظر الخصائص : ٢ / ١٣٥ ، ٤٧٣ ، والمحتسب : ١ / ٧٨ ، والإنصاف : ٥١٩ ، وشرح المفصل لابن يعيش : ٦ / ٧٤ ، ٧٥ ، وضرائر الشعر : ١٤٣ وشرح الشواهد للعينى : ٣ / ٥٥٤ ، ٤ / ٢٨٥ ، ويروى : «أو الفا». والبيت للعجاج فى ديوانه : ٢٩٥.
(٢) وهناك احتمالات وتقديرات أخرى ينظر : النكت للأعلم : ١٤٢.
(٣) البيت للحادرة ويقال : الحويدرة واسمه قطبة بن محصن الغطفانىّ ، شاعر جاهلىّ مقلّ له ديوان اعتنى بنشره الدكتور ناصر الدين الأسد. عن نسخ خطية نفيسة فى مجلة معهد المخطوطات العربية المجلد الخامس عشر سنة ١٣٨٩ ه ثم أعاد نشره فى دار صادر ببيروت سنة ١٤٠٠ ه. والبيت من قصيدة له تعتبر من عيون الشعر أصمعيّة مفضّلية مطلعها :
بكرت سميّة بكرة فتمتّع |
|
وغدت غدوّ مفارق لم يربع |
وتزوّدت عينى غداة لقيتها |
|
بلوى البنينة نظرة لم تقلع |
وبعد البيت :
محمرّة عقب الصبّوح عيونهم |
|
بمرى هناك من الحياة ومسمع ـ |