بالضمّ أى : وصلكم ، جعلوه اسما كما يقال : جاءنى رجل دونك ، وهذا رجل دون أى : خسيس.
قال الشّاعر (١) :
كأنّ رماحهم أشطان بئر |
|
بعيد بين جاليها جرور |
يقال : بينهما بون بعيد ، وبين بعيد ، والبين : مصدر بان يبين بينا ، والبين ـ بالكسر ـ قدر مدّ البصر من الأرض وأنشد (٢) :
بسرو حمير أبوال البغال به |
|
أنّى تسدّيت وهنا ذلك البينا |
٣١ ـ وقوله تعالى : (فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً) [٩٦].
قرأ أهل الكوفة (وَجَعَلَ اللَّيْلَ) فعلا ماضيا.
وقرأ الباقون وجاعل اللّيل جعلوه اسم الفاعل مثل ضارب / وفالق ، وردّ فاعل على فاعل أحسن من ردّ فعل على فاعل.
__________________
(١) البيت فى اللسان : (بين).
(٢) البيت لتميم بن أبي بن مقبل فى ديوانه : ٣١٦ من قصيدة أولها :
طاف الخيال بنا ركبا يمانينا |
|
ودون ليلى عواد لو تعدّينا |
منهنّ معروف آيات الكتاب وقد |
|
تعتاد تكذب ليلى ما تمنينا |
لم تسر ليلى ولم تطرق بحاجتها |
|
من أهل ريمان إلّا حاجة فينا |
من سرو حمير أبوال البغال ............. |
|
.................. البيت |
والشاهد مخرج فى الديوان. وهو فى تهذيب اللغة : ١٣ / ٤٠ ، ١٥ / ٥٠٠. وفى تكملة الصحاح للصّغانى : (بين) : الرواية : (من سرو حمير) لا غير. قال الأصمعى : «أبوال البغال هى البغال بعينها. ويقال : أبوال البغال : السراب ويقال : أبوال البغال : الطريق الأيمن لا تأخذه إلا البغال ؛ أى : كيف جزت هذا البين ، وذلك أنه رآها فى المنام». وينظر : إعراب ثلاثين سورة : ٤٦.