قدر
ـ إنّه يلزم القدرية إذا كان من قدر أن يؤمن قدر أن يكفر ، أن لا يكون الباري تعالى موصوفا بالقدرة على الأمر الذي لو فعله لكانوا مؤمنين لا محالة ، لأنّهم يقدرون عندهم على أن (لا) يكفروا عند نزول الآيات الملجئات إلى الإيمان ، كما يقدرون أن يؤمنوا قبل ذلك ، ومن قدر على الكفر عند نزول الآية لم يؤمن وقوعه عنه (ش ، ل ، ٢٧ ، ١٦)
ـ إنّ من قدر أن يفعل فعلا على غير مثال سابق ، فهو أقدر أن يفعل فعلا محدثا فهو أهون عليه فيما بينكم وتعارفكم ، وأمّا الباري جل ثناؤه وتقدّست أسماؤه فليس خلق شيء بأهون عليه من الآخر (ش ، ل ، ٩٠ ، ١٢)
ـ من مذهبه أنّ الله تعالى كان غير خالق ولا رحمن ، وقدر على أن يجعل ذاته خالقا رحمانا ، ويجوز أن نعبد الرحمن الخالق ، فيكون على قوله قدر على أن يجعل للخلق معبودا ، وذلك اسم تقع عليه القدرة ، فيصير في الحقيقة يعبد غير الله. وهو أيضا من وجه هذه الأسماء محدث من حيث كانت مما تقع عليه القدرة (م ، ح ، ٥٣ ، ٤)
ـ ليس إذا قدر القادر على مقدور أن يكون قادرا على غيره من المقدورات ، وليس في قدرته تعالى على إقدارنا على هذه التصرّفات سوى كونه قادرا على خلق القدرة فينا ، فمن أين يجب إذا قدر على القدرة أن يكون قادرا على تصرّفاتنا؟ هذا مما لا يجب (ق ، ش ، ٣٧٧ ، ١)
ـ إنّ الواحد منا لو قدر أن يجعل الجسم على صفة كونه مجتمعا لوجب أن يقدر على إيجاده ، لأنّ من قدر أن يجعل الذات على صفة من الصفات من دون معنى يفعل فيه قدر على إيجاده. الدليل عليه كلام نفسه ، لمّا قدر أن يجعله على صفة من صفاته ككونه خبرا وأمرا ونهيا قدر على إيجاده ، وأن في كلام الغير لمّا لم يقدر على أن يجعله أمرا وخبرا ونهيا لم يقدر على إيجاده (ن ، د ، ٣٠ ، ١٢)
ـ إنّ كل جنس يقدر عليه القادر لا تختصّ قدرته عليه وإيقاعه في حال دون حال ، بل لا بدّ أن تكون قدرته ، لو كان أو كانت ثابتة في حال لا يكون كامل العقل ، ففي حال كمال العقل أولى ، لأنّه حال الدواعي والصوارف. وهذا يبطل قول من يقول إنّه يجوز أن يقع ما يحسن منه وما يقبح في حال السهو ، فلا يتعلّق به التكليف ، فلا يجب أن يكون فاصلا بينهما. فإنّا نجوّز أن يكون في حال السهو ما يقبح منه وما يحسن منه ، ولكن لا يجوز في جنس من الأجناس أن يكون وقوعه أبدا في حال السهو (ن ، د ، ٤٤٧ ، ٥)
ـ من فضائح النظام : فأولها : قوله بأنّ الله عزوجل لا يقدر أن يفعل بعباده خلاف ما فيه صلاحهم ، ولا يقدر على أن ينقص من نعيم أهل الجنّة ذرّة لأنّ نعيمهم صلاح لهم ، والنقصان مما فيه الصلاح ظلم عنده ، ولا يقدر أن يزيد في عذاب أهل النار ذرّة ، ولا على أن ينقص من عذابهم شيئا. وزعم أيضا أنّ الله تعالى لا يقدر على أن يخرج أحدا من أهل الجنّة عنها ، ولا يقدر على أن يلقي في النار من ليس من أهل النار (ب ، ف ، ١٣٣ ، ٨)
ـ زعم الأسواري منهم أنّ الله إنّما يقدر على إحداث ما قد علم أنّه يحدثه ، ولا يقدر على إحداث ما علم أنّه لا يحدثه (ب ، أ ، ٩٤ ، ١٦)
ـ من قدر على شيء قدر على جنس ضدّه (م ،