ومتى كان مبتدأ لم يتقدّمه غيره فهو كون فقط ، وهو الموجود في الجوهر حال حدوثه. فإن حصل بقرب هذا الجوهر جوهر آخر سمّي ما فيهما مجاورة. ومتى كان على بعد منه سمّي ما فيهما مفارقة ومباعدة. وقد نعلم هذا المعنى ضرورة على الجملة وإن كان مما لا يدرك. وهو ما نتصرّف فيه من قيام وقعود وغيرهما ، لأنّا نعلم قبح الظلم من أنفسنا ضرورة (أ ، ت ، ٤٣٢ ، ٧)
مجاورة توجب التأليف
ـ قد دلّ شيخنا أبو هاشم رحمهالله على ذلك بأن قال : لو لم تكن المجاورة توجب التأليف لم يكن التأليف بأن يحصل فيما جاورناه أولى من أن يحصل في غيره ، لأنّ المجاورة على هذا القول وجودها كعدمها في أنّ التأليف لا يجب عنها ، وفساد ذلك يدلّ على أنّها توجب التأليف (ق ، غ ٩ ، ٥١ ، ١٣)
مجاوزة
ـ لو كانت الحركة مجاوزة للمتحرّك لوجب أن تكون متحيّزة ، لأنّ المجاوزة هي من أحكام المتحيّز حتى يجري مجرى اختصّ الصفات ، بدلالة أنّ الجوهر الثاني الذي يصحّ مجاوزته لهذا الجوهر إنّما صحّ لتحيّزه لا غير. ألا تراه أنّه إذا عدم فزال تحيّزه زالت مجاوزته له ، وحيث صحّ التحيّز صحّت المجاوزة ، ولا يمكن تعليق ذلك بالوجود وإلّا لزم في اللون أن تصحّ مجاوزته للون آخر ، ويجتمعان على مجاوزة جسم واحد ، فنرى على هيئتين (ق ، ت ١ ، ٤٢ ، ٧)
مجبر
ـ المجبر يزعم أنّ الله خلق الخلق لينفع أولياءه ويضرّ أعداءه (خ ، ن ، ٢٦ ، ١٣)
ـ المجبر في اللغة هو الذي يقع الفعل منه بخلاف اختياره وقصده ، فأمّا من وقع فعله باختياره وقصده فلا يسمّى في اللغة مجبرا (ح ، ف ٣ ، ٢٣ ، ١٢)
مجبرة
ـ المجبرة تزعم أنّ الكافر قادر على الكفر الذي هو فيه ، غير قادر على الإيمان الذي تركه (خ ، ن ، ١٧ ، ٢٠)
ـ قالت المجبرة لا فعل للعبد ، وله فعل على وجه المجاز لا على وجه الحقيقة (م ، ف ، ٩ ، ٢٤)
ـ اعلم أنّ المجبرة على فرقتين : فرقة تقول : إنّ القدرة مقارنة لمقدورها غير صالحة للضدّين ، والكلام عليهم ما تقدم. وفرقة تقول : إنّ القدرة مقارنة لمقدورها صالحة للضدّين ، وهذا إنما أخذوه عن ابن الراوندي (ق ، ش ، ٣٩٧ ، ١٨)
مجتمع
ـ إنّ المجتمع لا يكون شيئا واحدا لأنّ أقلّ قليل الاجتماع لا يكون إلّا بين شيئين ، لأنّ الشيء الواحد لا يكون لنفسه مجامعا (ش ، ل ، ١٠ ، ٣)
ـ ذكر شيخنا أبو القاسم في عيون المسائل أنّ المجتمع هو الأعراض ، إذا اجتمعت في محلّ واحد ، وأنّه لا يقال في الجسم مجتمع إلّا على طريق المجاز ، ويراد به أنّه متجاور ومؤتلف (ن ، م ، ٥٥ ، ١٧)
مجتمعان
ـ قال إبراهيم (النظّام) : وجدت الحرّ مضادا