أن يبيّن حكمه (ق ، ت ١ ، ٣١٧ ، ٩)
ـ فقد تقدّم وقد أطلق" مشايخنا" كلهم في القرآن أنّه مخلوق ، حتى أنّ في كلام" الجعفرين" ما يقتضي أن الممتنع من إطلاق ذلك يكفر لإيهامه أنّه قديم. وعندنا أنّ الممتنع من إطلاق ذلك لا يكفر ، كما أنّ القائل بمجرّد الرؤية لا يكفر ، فإن ضمّ إلى ذلك تشبيها كفر به ، وكذلك إن أضاف إلى ذلك نفى حدوثه أصلا كفر. ومن قال في القرآن أنّه ليس بمخلوق ونفى حدوثه كلّمناه بما تقدّم. وإن وافق في المعنى فخلافه بعد ذلك لا يخرج عن وجهين. إمّا أن يقول : ليس معنى المخلوق أنّه فعل مقدّرا ، ويقول إنّ ذلك وإن كان كذلك في سائر الأفعال ففي الكلام خاصّة يقتضي الكذب (ق ، ت ١ ، ٣٤٤ ، ٣)
ـ لا خلاف بين جميع أهل العدل في أنّ القرآن مخلوق محدث مفعول ؛ لم يكن ثم كان ، وأنّه غير الله عزوجل ، وأنّه أحدثه بحسب مصالح العباد ، وهو قادر على أمثاله ، وأنّه يوصف بأنّه مخبر به وقائل وآمر وناه من حيث فعله. وكلّهم يقول : إنّه عزوجل متكلّم به (ق ، غ ٧ ، ٣ ، ١٥)
ـ ذهب" هشام بن الحكم" ، ومن تبعه في القرآن ، إلى أنّه صفة لله تعالى لا يجوز أن توصف ؛ لأنّ الصفات لا توصف (ق ، غ ٧ ، ٣ ، ١٩)
ـ ذهب" ابن كلاب" إلى أنّ كلام الله عزوجل غير مخلوق ولا محدث ، وأنّه قديم بقدمه ، وإن لم يصف كلامه بالقدم ولا بالحدوث ؛ لأنّ القديم إنّما يكون قديما بقدم قام به ، ولا يجوز قيام القدم بالصفة ، ولا يقال في القرآن : إنّه غير الله تعالى ، ولا بعضه ، ولا هو هو (ق ، غ ٧ ، ٤ ، ٣)
ـ ارتكب" الأشعري" القول بأنّ القرآن قديم ، وقال : لا يقال فيه هو الله ، ولا غير الله ، ولا هو هو ، ولا غيره (ق ، غ ٧ ، ٤ ، ٥)
ـ حكي عن بعض" الحشويّة" أنّه قال في القرآن : هو الخالق. وفيهم من قال : هو بعضه (ق ، غ ٧ ، ٤ ، ٧)
قد حكي عن بعضهم في القرآن : أنّه جسم. وعن بعضهم : أنّه ليس بجسم ولا عرض (ق ، غ ٧ ، ٤ ، ٩)
ـ منهم من أحال أن يكون القرآن في الحقيقة فعله عزوجل ، ممن يقول بالطبائع. ومنهم من جعله حروفا مؤلّفة. ومنهم من زعم أنّه الحروف ولا نظم فيه. ومنهم من زعم أنّه الحروف والنّظم (ق ، غ ٧ ، ٤ ، ١٣)
ـ لا خلاف بين الصحابة أنّ القرآن فعل الله سبحانه ، وأنّه أظهره على رسوله صلى الله عليه لينبئه به من غيره ، ويدلّ به على نبوّته (ق ، غ ٧ ، ٩١ ، ١٨)
ـ القرآن عنده (معمّر) فعل الجسم الذي حلّ الكلام فيه ، وليس هو فعلا لله تعالى ، ولا صفة له (ب ، ف ، ١٥٢ ، ١٥)
ـ نقول إنّ قولنا القرآن وقولنا كلام الله لفظ مشترك يعبّر به عن خمسة أشياء : فنسمّي الصوت المسموع الملفوظ به قرآنا ونقول إنّه كلام الله تعالى على الحقيقة (ح ، ف ٣ ، ٧ ، ١٣)
ـ سمّى رسول الله صلىاللهعليهوسلم المصحف قرآنا والقرآن كلام الله تعالى بإجماع الأمّة ، فالمصحف كلام الله تعالى حقيقة لا مجازا ، ونسمّي المستقرّ في الصدور قرآنا ، ونقول إنّه كلام الله تعالى (ح ، ف ٣ ، ٨ ، ٤)