الغير مع ظنّه أنه لا يتمكّن ، ويحسن منه ذلك إذا غلب على ظنّه أنه سيتمكّن ؛ لأنه يكون في الحكم كأنّه إنّما أمر بما يتمكّن منه دون غيره ؛ كما نقوله في الإرادة المشترطة (ق ، غ ١١ ، ١٨١ ، ١٨)
إرادة مشروطة
ـ قوله (أبو هاشم) في الإرادة المشروطة ، وأصلها عنده قوله بأنّه لا يجوز أن يكون شيء واحد مرادا من وجه مكروها من وجه آخر ، والذي ألجأه إلى ذلك أنه تكلم على من قال بالجهات في الكسب والخلق ، فقال : لا تخلو الوجهة التي هي الكسب من أن تكون موجودة أو معدومة ، فإن كان ذلك الوجه معدوما كان فيه إثبات شيء واحد موجودا أو معدوما ، وإن كان موجودا لم يخل من أن يكون مخلوقا أم لا ، فإن كان مخلوقا ثبت أنّه مخلوق من كل وجه ، وإن لم يكن مخلوقا صار الفعل قديما من وجه آخر ، وهذا محال ، فألزم على هذا كون الشيء مرادا من وجه مكروها من وجه آخر (ب ، ف ، ١٩٢ ، ١)
إرادة النظر
ـ يقول (الجاحظ) في النظر : إنّه ربما وقع طبعا واضطرارا ، وربما وقع اختيارا. فمتى قويت الدواعي في النظر ، وقع اضطرارا بالطبع ؛ وإذا تساوت ، وقع اختيارا. فأمّا إرادة النظر ، فإنّه مما يقع باختيار ، كإرادة سائر الأفعال. وهذه الطريقة دعته إلى التسوية بين النظر والمعرفة ، وبين إدراك المدركات ، في أنّ جميع ذلك يقع بالطبع. وكذلك يقول في التحريكة بعد الاعتماد. لأنّه يذهب في التولّد ، مذهب أصحاب الطبائع. لكنّه ، فيما يقع من القادر ، يخالف طريقتهم ، لأنّه يقول : إنّما يقع بالطبع عند الحوادث والدواعي ، فيرجع في ذلك إلى حال للجملة نعتبرها. وليس كذلك طريقة أصحاب الطبائع (ق ، غ ١٢ ، ٣١٦ ، ٦)
إرجاء
ـ معنى الإرجاء نوعان : أحدهما : محمود ؛ وهو إرجاء صاحب الكبائر ، ليحكم الله تعالى فيهم بما يشاء ، ولا ينزلهم نارا ولا جنة ؛ لقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) (النساء : ٤٨). والإرجاء المذموم هو الجبر ، أن ترجى الأفعال إلى الله تعالى ، لا يجعل للعبد فيه فعلا ولا تدبير شيء (من) ذلك (م ، ت ، ١٠٠ ، ١)
ـ ثم اختلف في المعنى الذي سمّي به من سمّي مرجئا بعد اتفاق أهل اللسان على / الإرجاء أنّه التأخير ، وعلى ذلك قوله : أرجه وأرجاه ، وقال : مرجون لأمر الله (م ، ح ، ٣٨١ ، ١٤)
ـ إنّ الإرجاء هو الوقف في الجواب والإمهال للنظر ، ثم لا يقطعون في أنفسهم القول بالإيمان بل يستثنون ، والثنيا إرجاء (م ، ح ، ٣٨٥ ، ٢)
ـ في العقل بيان معنى الإرجاء ، إذ هو الوقف في الأمر في أمر هو فعلهم (م ، ح ، ٣٨٥ ، ٥)
ـ الإرجاء بمعنى التأخير ، يقال : أرجيته ، وأرجأته ، إذا أخّرته. وروي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : " لعنت المرجئة على لسان سبعين نبيا" قيل : من المرجئة يا رسول الله؟ قال : " الذين يقولون الإيمان كلام" يعني الذين زعموا أنّ الإيمان هو الإقرار وحده دون غيره (ب ، ف ، ٢٠٢ ، ١٠)