لا في محل ، وهو مع ذلك متجدّد بتجدّد الحادثات ، متعدّد بتعدّد الكائنات (م ، غ ، ٧٦ ، ١٢)
ـ إنّ حجّة المتكلّمين على كونه عالما بكل شيء إنّما تتّضح بعد إثبات حدوث العالم ، وأنّه فعله بالاختيار ، فحينئذ لا بدّ من كونه عالما لأنّه لو لم يكن عالما بشيء أصلا لما صحّ أن يحدث العالم على طريق الاختيار (أ ، ش ١ ، ٢٩٣ ، ٢٠)
ـ عالم (الله) ، خلافا لقدماء الفلاسفة. لنا : أفعاله محكمة حسّا ، والكبرى بديهيّة. ـ قيل : الواسطة. ـ قلنا : بطلت. قيل : تعنون بالمحكم إمّا المطابق للمنفعة أو المستحسن ، وليس من كلّ الوجوه للشرور المشاهدة ولإمكان وجود الأكمل ومن بعضها لا يدلّ لأحكام فعل الساهي وإلّا فاذكروه. قلنا : الترتيب العجيب والتأليف اللطيف. ـ قيل : لا يدلّ على العلم ، كالجاهل والنحلة. ـ قلنا : البديهة تفرّق ؛ والنحلة تعلم بعلمها فقط. ـ قيل : معارض بوجهين : أ : إنّه نسبة بينه وبين المعلوم وغير ذاته لا محالة ، فالواحد فاعل وقابل ، ونسبة القبول الإمكان والفعل الوجوب. ـ قلنا : الإمكان العامّ ولا ينافي. ولقائل أن يقول : هو هنا بمعنى لا يجب فينافي. ب : إنّه ليس صفة نقص ولا كمال ، وإلّا فيستكمل. ـ قلنا : خطابيّ وكونه كمالا بديهيّ. ولقائل أن يجيب : بأنّ كمال العلم مستفاد منه فلا استكمل (خ ، ل ، ٩٨ ، ٤)
عالم بحاله
ـ إنّ العالم بحاله لا يخلو من أمرين : إمّا أن يكون نافيا أو حادثا ، حالا بعد حال. فإن كان نافيا ، فيجب أن يكون سبب الجهل ، متى وجد ، أن يوجد الجهل وينتفي العلم ، لأنّ النافي من الضدّ لا يمنع حدوث ما يحدث من ضدّه ، بل يجب أن يحدث الجهل وينفي العلم. وإن كان العلم مما يحدث حالا بعد حال ، فيجب ، متى وجد سبب ضدّه ، أن يكون بالوجود أولى. لأنّ وجوده واجب عند وجود سببه ، فهو أقوى في باب الوجود مما يختاره على جهة الابتداء (ق ، غ ١٢ ، ١١٠ ، ٣)
عالم بعلم
ـ مما يدل على أن الله تعالى عالم بعلم أنّه لا يخلو أن يكون الله عالما بنفسه أو بعلم يستحيل أن يكون هو نفسه. فإن كان عالما بنفسه كانت نفسه علما لأنّ قائلا لو قال إنّ الله تعالى عالم بمعنى هو غيره لوجب عليه أن يكون ذلك المعنى علما ، ويستحيل أن يكون العلم عالما أو العالم علما أو يكون الله تعالى بمعنى الصفات. ألا ترى أن الطريق الذي (به) يعلم أنّ العلم علم ، أنّ العالم به علم لأنّ قدرة الإنسان التي لا يعلم بها لا يجوز أن تكون علما ، فلمّا استحال أن يكون الباري تعالى علما استحال أن يكون عالما لنفسه ، فإذا استحال ذلك صحّ أنّه عالم بعلم يستحيل أن يكون هو نفسه (ش ، ل ، ١٤ ، ٤)
عالم بنفسه
ـ إنّ أبا الهذيل لما صحّ عنده أنّ الله عالم في الحقيقة وفسد عنده أن يكون عالما بعلم قديم على ما قالته النابتة ، وفسد عنده أن يكون عالما بعلم محدث على ما قالته الرافضة ، صحّ عنده أنه عالم بنفسه. ثم وجد القرآن قد نطق بأنّ له