بما حكيت عنه كعداوتها للرافضة أو أكثر. فإن استجاز صاحب الكتاب أن يضيف إلى المعتزلة قول النابتة في التشبيه فليضف إليها قول النابتة أيضا في الإجبار والإرجاء ، وليضف إليها قول الخوارج وقول كل من خالف الرافضة (خ ، ن ، ١٠٥ ، ١١)
ـ ممّا تتمسّك به الحشوية ، ما روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : " إنّ الله خلق آدم على صورته" ، وهذا الحديث غير مدوّن في الصحّاح ، وإن صحّ فقد نقل له سبب أغفله الحشوية ، وهو ما روى أنّ رجلا كان يلطم عبدا له حسن الوجه ، فنهاه صلىاللهعليهوسلم عن ذلك ، وقال : " إنّ الله تعالى خلق آدم على صورته" ، والهاء راجعة على العبد المنهى عن ضربه. ويمكن صرف الهاء إلى آدم نفسه ، ومعنى الحديث على ذلك أنّ الله تعالى خلق آدم بشرا سويا من غير والد ووالدة (ج ، ش ، ١٥٣ ، ٣)
ـ إذا سمع الصورة من قوله عليهالسلام : " إنّ الله خلق آدم على صورته" ، " وإنّي رأيت ربي في أحسن صورة" ، فينبغي أن يعلم أنّ الصورة اسم مشترك قد يطلق ويراد به الهيئة الحاصلة في أجسام مؤلّفة مولّدة مرتّبة ترتيبا مخصوصا ، مثل الأنف والعين والفم والخد ، والتي هي أجسام ، وهي لحوم وعظام. وقد يطلق ويراد به ما ليس بجسم ولا هيئة في جسم ، ولا هو ترتيب في أجسام ، كقولك عرفت صورة هذه المسألة وصورة هذه الواقعة ، وأنّ وزارة فلان وولايته منتظمة في أحسن صورة وما يجري مجراه ، فليتحقّق كل مؤمن أنّ الصورة في حق الله لم تطلق لإرادة المعنى الأوّل الذي هو جسم لحميّ وعظميّ مركّب من أنف وفم وخد وعين ، فإنّ جميع ذلك أجسام وهيئات في أجسام ، وخالق الأجسام كلّها منزّه عن مشابهتها وصفاتها. وإذا علم هذا يقينا فهو مؤمن ، فإن خطر له أنّه إن لم يرد هذا المعنى ، فما المعنى الذي أراده ، فينبغي أن يعلم أنّ ذلك لم يؤمر به بل أمر بأن لا يخوض فيه ، فإنّه ليس على قدر طاقته ، لكن ينبغي أن يعتقد أنّه أريد به معنى يليق بجلال الله وعظمته ممّا ليس بجسم ولا عرض (غ ، أ ، ٤٨ ، ٥)
ـ الجوهر إمّا أن يكون في المحلّ وهو الصورة أو يكون محلّا وهو الهيولى أو مركّبا من الصورة والهيولى وهو الجسم (ف ، م ، ٧٠ ، ٤)
ـ الفصل الأول في إثبات الصورة ، اعلم أنّ هذه اللفظة ما وردت في القرآن لكنّها واردة في الأخبار. والخبر الأول ما روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : " إنّ الله تعالى خلق آدم على صورته" ، وروى ابن خزيمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلىاللهعليهوسلم أنّه قال : " لا يقولنّ أحدكم لعبده قبّح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ، فإنّ الله خلق آدم على صورته" (ف ، س ، ١٠٣ ، ٦)
ـ قوله عليهالسلام إنّ الله تعالى خلق آدم على صورته ، معناه خلق آدم على هذه الصورة التي هي الآن باقية من غير وقوع التبدّل فيها (ف ، س ، ١٠٥ ، ٩)
ـ قد تذكر الصورة ويراد بها الصفة ، يقال شرحت له صورة هذه الواقعة ، وذكرت له صورة هذه المسألة ، والمراد من الصورة في كل هذه المواضع الصفة ، فقوله عليهالسلام إنّ الله خلق آدم على صورته أي على جملة صفاته وأحواله (ف ، س ، ١٠٦ ، ١٢)
ـ قال الشيخ الغزالي رحمهالله ليس الإنسان