صحّة نظره. ولذلك يظهر من الناظر ما يقتضي سكون نفسه إلى الحق. ومن المخالفين من الاضطراب والمكابرة ، عند محاجتنا لهم ، ما يدلّ على زوال سكون النفس عنهم (ق ، غ ١٢ ، ٦٩ ، ٣)
صدق
ـ الصدق هو الإخبار عن الشيء على ما هو به (ش ، ق ، ٤٤٥ ، ٢)
ـ الصدق الخبر عن الشيء على ما هو به إذا كان معه علم الحقيقة (ش ، ق ، ٤٤٥ ، ٤)
ـ الصدق ذو شروط شتّى منها صحّة الحقيقة ومنها العلم بها ومنها أمر الله به (ش ، ق ، ٤٤٥ ، ٩)
ـ أمّا الصدق فقد بيّنا أنّه لا يجب لكونه صدقا أن يكون حسنا ، فإنّه قد يعرض فيه ما يوجب كونه قبيحا ، نحو أن يكون عبثا أو ظلما واضطرارا بنفس الصادق أو بغيره ، أو يكون إلى ما شاكل ذلك (ق ، غ ١٧ ، ٣٠ ، ١٠)
ـ إنّ الخبر الصدق إذا كان الغرض فيه حصول دلالته على ما يدلّ عليه ، وظهور فائدته التي هي مراد المتكلّم ، وما يدلّ مراده عليه فلا بدّ من أن يقبح متى لم يحصل فيه ما ذكرناه من الغرض ، ولا فرق بين أن لا يحصل ذلك فيه لأمر يرجع إلى المواضعة ، أو إلى المخبر والمخاطب ، لأنّ في الوجهين جميعا يصير الخبر كلّا خبر ، ويصير الكلام كالسكوت ، ويقدح ذلك في طريقة البيان والإفادة بالكلام ، وما هذا حاله لا بدّ من أن يكون قبيحا ، في الشاهد والغائب ، لكنّ الشاهد يخالف الغائب من حيث نضطرّ إلى قصد المتكلّم ، ومن القديم تعالى لا يصحّ ذلك على ما قدّمنا القول فيه ، فلا يخرج خطاب أحدنا في الشاهد ، وإن صيّر بعض أخباره في حكم السكوت (من أن يقع) البيان به على طريقة الاضطرار ، أو إذا تغيّرت الحال ، وليس كذلك حال القديم تعالى ، لأنّا متى جوّزنا في بعض أخباره ما ذكرناه ، أدّى إلى أن يكون كل كلامه مما لا يقع به البيان ، وأن يكون وجوده كعدمه ، وإذا كان كون الفعل عبثا يقتضي قبحه ، فبأن يجب قبحه إذا اقتضى فيه وفي غيره أن يكون عبثا ولا يقع الغرض به ، أولى (ق ، غ ١٧ ، ٣١ ، ١٢)
ـ للكرّامية في هذه المسألة بدع ما سبقوا إليها. منها أنّ بعضهم زعم أنّ حقيقة الصدق هو الخبر الذي تحته معنى ، والكذب هو الخبر الذي لا معنى تحته (ب ، أ ، ٢١٧ ، ١٧)
صدق حسن
ـ ممّا يعوّل المعتزلة عليه في ادّعاء الضرورة ، أنّهم قالوا : العاقل إذا سنحت له حاجة ، وغرضه منها يحصل بالصدق ويحصل أيضا بالكذب يصدر عنه ، ولا مزية لأحدهما على الثاني في تمكّنه من جلب الانتفاع بهما واندفاع الضرر عنه بهما ؛ فإذا تساويا لديه ، وتماثلا من كل وجه ، فالعاقل يؤثر الصدق لا محالة ويجتنب الكذب. وإنّما يختار الكذب إذا تخيّل له فيه غرض زائد على ما يتوقّعه في الصدق ، فأمّا إذا تساوت الأغراض فالعقل قاض بالإعراض عن الكذب وإيثار الصدق ، وما ذلك إلّا لكون الصدق حسنا عقلا (ج ، ش ، ٢٣١ ، ١٩)
صراط
ـ اختلفوا في الصراط. فقال قائلون : هو الطريق إلى الجنّة وإلى النار ووصفوه فقالوا هو أدقّ من الشعر وأحدّ من السيف ينجّي الله عليه من