شهداء
ـ الشهداء عندنا
نوعان : أحدهما شهيد يغسل ويصلى عليه وهو الذي مات حتف أنفه موتا يوجب له الشهادة
، أو جرح في قتال الكفرة أو أهل البغي ومات في غير المعركة. والثاني شهيد مقتول في
المعركة فقد أجمعوا على أنّه لا يغسل واختلفوا في الصلاة عليه : فقال الشافعي : لا
يصلّى عليه وقال أبو حنيفة بالصلاة عليه (ب ، أ ، ١٤٤ ، ٦)
شهوة
ـ فإن قال قائل :
فهل تجوز عليه الشهوة؟ قيل له : إن أراد السائل بوصفه بالشهوة الإرادة لأفعاله
فذلك صحيح في المعنى ، غير أنّه قد أخطأ وخالف الأمّة في وصفه القديم بالشهوة ؛ إذ
لم يكن ذلك من أوصافه وأسمائه ؛ وإن أراد بوصفه بالشهوة توقان النفس وميل الطبع
إلى المنافع واللذّات فذلك محال ممتنع عليه (ب ، ت ، ٤٨ ، ١٨)
ـ إن قيل : فهل
يجوز أن يوصف بالشهوة؟ قيل له : إن أراد السائل بوصفه بالشهوة إرادته لأفعاله فذلك
صحيح من طريق المعنى غير أنّه أخطأ وخالف الأمّة في وصف القديم بالشهوة ؛ إذ لم
يرد بذلك كتاب ولا سنّة ، لأنّ أسماءه تعالى لا تثبت قياسا ، وهو معنى قول الشيخ
رضي الله عنه : (لا مدخل للعقل والقياس في إيجاب معرفته ، وتسميته ، وإنّما يعلم
ذلك بفضله من جهته). يعني : إمّا بنص كتاب ، أو سنّة. وإن أراد هذا السائل أن يصفه
بالشهوة التي هي [شوق] النفس وميل الطبع إلى المنافع واللذات فذلك محال ممتنع على
القديم سبحانه تعالى (ب ، ن ، ٤١ ، ٤)
ـ أمّا الشهوة
فإنّها تؤثّر في التذاذ المدرك بما يشتهيه فلا بدّ من مقارنتها (ق ، ت ٢ ، ١٠٥ ، ٥)
ـ من حق الشهوة أن
لا تتعلّق إلّا بالمدركات ، ولذلك لا يصحّ أن يلتذّ إلّا بما يدركه دون غيره (ق ،
غ ٤ ، ٢٠ ، ٧)
ـ استدلّ شيخنا
أبو هاشم رحمهالله على استحالة الشهوة على الله تعالى بأنّ الشهوة من حقّها
أن لا تتعلّق إلّا بما إذا ناله المشتهي ربا جسمه عليه واغتذى به وصحّ كونه زيادة
في جسمه (ق ، غ ٤ ، ٢٦ ، ٤)
ـ إنّ الشهوة حسنة
، وإن تعلّقت بالقبيح ، وأنّها مفارقة في هذا الباب للإرادة (ق ، غ ١١ ، ١٥٠ ، ١٣)
ـ إنّ الشهوة لا
يجوز أن تكون من فعلنا ، ويجب أن تكون من فعل الله تعالى فينا. وقد ثبت أنّه لا
يجوز أن يختار القبيح ، فيجب أن نقضي بحسن الشهوة ، وسندلّ على أنّها لا تدخل تحت
مقدورنا (ن ، م ، ٣٦٩ ، ٦)
ـ ذهب البغداديون
إلى أنّا نقدر على فعل الشهوة ، وكذلك الجوع والعطش يقولون أنّهما قد يكونان من
فعلنا عند أسباب نفعلها. وعند شيوخنا أنّ الشهوة لا يجوز أن تكون من فعلنا (ن ، م
، ٣٧٠ ، ٢)
ـ معنى الشهوة طلب
الشيء الملائم ، ولا طلب إلّا عند فقد المطلوب ، ولا لذّة إلّا عند نيل ما ليس
بموجود (غ ، ق ، ١١٣ ، ٥)
شهوة القبيح
ـ الظاهر من مذهب
البغداديين أنّ شهوة القبيح تكون قبيحة (ن ، م ، ٣٦٨ ، ٢٤)
ـ عند شيوخنا أنّ
شهوة القبيح حسنة وليست بقبيحة (ن ، م ، ٣٦٩ ، ٤)