ـ ذهب بعض المعتزلة إلى أنّ الرزق هو الملك ، ورزق كل موجود ملكه ، وقد ألزم هؤلاء أن يكون ملك الباري تعالى رزقا له ، من حيث كان ملكا له ، فلم يجدوا عن ذلك انفصالا (ج ، ش ، ٣٠٧ ، ٦)
ـ المتأخرون (من المعتزلة) ، قالوا : رزق كل مرزوق ما انتفع به من ملكه وهؤلاء تحرّزوا عن ملك الباري تعالى لمّا قيّدوا بالانتفاع ، والرّب تعالى متقدّس عنه (ج ، ش ، ٣٠٧ ، ٩)
ـ إسناد الرزق إلى نفسه للإعلام بأنّهم ينفقون الحلال الطلق الذي يستأهل أن يضاف إلى الله ويسمّى رزقا منه (ز ، ك ١ ، ١٣٢ ، ٢)
ـ الرزق كل ما يتغذّى به من الحلال والحرام (ش ، ن ، ٤١٥ ، ١١)
ـ إذا كان الرزق بقضاء الله وقدره ، فمن حزن لفوات شيء منه فقد سخّط قضاء الله وذلك معصية ، لأنّ الرضا بقضاء الله واجب ، وكذلك من شكا مصيبة حلّت به فإنّما يشكو فاعلها لا هي ، لأنّها لم تنزل به من تلقاء نفسها ، وفاعلها هو الله ، ومن اشتكى الله فقد عصاه (أ ، ش ٤ ، ٣٤١ ، ٢٦)
ـ العدليّة : والرزق الحلال من المنافع والملاذ. المجبرة : بل والحرام. قلنا : نهى الله تعالى عن تناوله والانتفاع به ، فهو كما لا يتناول ولا ينتفع به ، وهو ليس برزق اتّفاقا ، وأيضا لم يسمّ الله تعالى رزقا إلّا ما أباحه به دون ما حرّمه (ق ، س ، ١٢٩ ، ١٤)
رسالة
ـ اعلم أنّه كان (الأشعري) يقول إنّ الإمامة شريعة من شرائع الدين ، يعلم وجوبها وفرضها سمعا. وكذلك كان يقول في الرسالة التي هي أصل الإمامة إنّها غير واجبة عقلا ، وإرسال الرسل من مجوّزات العقول دون موجباتها فيه ، وإنّ الله تعالى يتعبّد عباده بما أراد من أنواع العبادات لأجل أنّهم خلقه وملكه وفي قبضته وسلطانه ، وله أن لا يتعبّدهم ، فإن تعبّدهم على لسان الرسل بالعبادات فهو في ذلك حكيم ، وإن ترك ذلك لم يكن سفيها ولا جائرا (أ ، م ، ١٨٠ ، ١٨)
ـ الرسالة ، التي لها يوصف بأنّه مرسل لغيره ، لا تكون رسالة بأن يتكلّم بها فقط ، وإنّما تكون رسالة ، إذا حمّلها الرسول. ولا يكون محمّلا له الرسالة إلّا بأن يعلمها الرسول ، ويميّزها من غيره ، فيصير بحيث يمكنه أن يؤديها إلى غيره ؛ ولا يكون كذلك مع الغيبة ، وفقد العلم ، ولا قبل أن يخلق ، لأنّ ذلك يستحيل ، فيمن هذه حاله (ق ، غ ١٥ ، ٩ ، ١٤)
ـ إنّ الرسالة لا يعتبر فيها أن تكون معلومة من جهة المرسل فقط ؛ لأنّها إن علمت من جهته ، أو علمت من جهة رسوله المتحمّل الرسالة إليه ، فالحال واحدة ؛ فلا فرق بين أن يحمّله تعالى الرسالة ، أو يبعث إليه بالرسالة رسولا ، في أنّه ، في الحالتين ، يكون رسولا لله تعالى. ولا يجب في الرسول الثاني أن يكون رسولا للأوّل ؛ بل يجب أن يكون رسولا لله تعالى ، كما أنّ أحدنا إذا عرف أمره تعالى ، بواسطة ، لم يخرج من أن يكون مأمورا لله تعالى ، كما يكون كذلك لو عرف أمره بلا واسطة. والكلام فيما به يعلم أن الرسالة من جهته تعالى عند الكلام فيما قصدنا بيانه ؛ لأنه ، إن علم ذلك باضطرار أو استدلال بالمعجز وغيره ، لم يتغيّر الحكم فيما ذكرناه (ق ، غ ١٥ ، ١١ ، ٦)
ـ قال شيوخنا ، رحمهمالله ، إنّ الرسالة ليست