والصفاء يكون تفاضل ما يراه في الصدق (ح ، ف ٥ ، ١٩ ، ١٧)
رؤية
ـ القول في رؤية الله عزوجل : أجمعت المعتزلة على أنّ الله سبحانه لا يرى بالأبصار واختلفت هل يرى بالقلوب ، فقال" أبو الهذيل" وأكثر المعتزلة : نرى الله بقلوبنا بمعنى أنّا نعلمه بقلوبنا ، وأنكر" هشام الفوطي" و" عباد بن سليمان" ذلك (ش ، ق ، ١٥٧ ، ١٠)
ـ ندين بأنّ الله تعالى يرى في الآخرة بالأبصار كما يرى القمر ليلة البدر ، يراه المؤمنون كما جاءت الروايات عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. ونقول : إنّ الكافرين محجوبون عنه إذا رآه المؤمنون في الجنة ، كما قال الله عزوجل : (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) (المطففين : ١٥) وأن موسى عليهالسلام سأل الله عزوجل الرؤية في الدنيا ، وأنّ الله تعالى تجلى للجبل ، فجعله دكّا ، فأعلم بذلك موسى أنّه لا يراه في الدنيا (ش ، ب ، ٢٢ ، ٣)
ـ الرؤية إذا أطلقت إطلاقا ومثلت برؤية العيان ، لم يكن معناها إلّا رؤية العيان. ورويت الرؤية عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من طرق مختلفة (ش ، ب ، ٤٠ ، ١)
ـ إنّ الرؤية لا تؤثر في المرئيّ لأنّ رؤية الرائي تقوم به ، فإذا كان هذا هكذا ، وكانت الرؤية غير مؤثرة في المرئيّ لم توجب تشبيها ولا انقلابا عن حقيقة ، ولم يستحل على الله عزوجل أن يري عباده المؤمنين نفسه في جنانه (ش ، ب ، ٤٤ ، ١٣)
ـ فإن قيل : كيف يرى؟ قيل : بلا كيف ؛ إذا الكيفية تكون لذي صورة ، بل يرى بلا وصف قيام وقعود ، واتكاء وتعلّق ، واتصال وانفصال ، ومقابلة ومدابرة ، وقصير وطويل ، ونور وظلمة ، وساكن ومتحرّك ، ومماس ومباين ، وخارج وداخل ، ولا معنى يأخذه الوهم أو يقدره العقل لتعاليه عن ذلك (م ، ح ، ٨٥ ، ١٥)
ـ ذكر (الأشعري) في الموجز وكتاب الرؤية الكبير أنّ الرؤية علم بالمرئيّ وكذلك السمع علم بالمسموع على وجه مخصوص. وذكر في العمد والنقض على الخالدي خلاف هذا القول ، وأنكر على الخالدي قوله إنّ وصف الله تعالى بأنّه راء وسامع على معنى أنّه عالم بالمرئيّ والمسموع ، وهذا الأولى بالحقّ عندي والأقرب من أصوله وقواعده (أ ، م ، ١١ ، ١٤)
ـ إنّ الرؤية لا تقتضي محلّا مخصوصا ولا تركيبا لمحلّها ، بل يجوز وجود الرؤية في كل جزء فيه حياة منفردا كان أو مجتمعا على أيّ هيئة كان من التركيب والتأليف (أ ، م ، ٨٢ ، ٢٥)
ـ إنّ الرؤية إدراك للمرئيّ على ما هو به ، كما أنّ العلم تبيّن للمعلوم على ما هو به ، وليس يحصل المعلوم على تلك الصفة لأجل العلم كما ليس يحصل المدرك على تلك الصفة لأجل الإدراك. فإذا كان ما يرى ممّا يستحيل كونه في مكان كان الإدراك له إدراكا له على ما هو به ، لا أنّه يصير بالإدراك أو عنده في مكان. فعلى هذا حكم القديم والمحدث سواء في هذا الباب. وإنّما يحدث الله الإدراك على مجرى العادة عند حدوث معان ومقابلة. أشياء لا لأجل تلك المعاني ولا لأجل المقابلة. وليس بمنكر عنده أن يحدث الله تعالى إدراكا لما أحدث سبب موجب ، بل يجري مجرى ما أجرى الله تعالى به العادة من إنبات الزرع عند البذر والولد عند الوطء (أ ، م ، ٨٨ ، ١٤)