ـ إنّ الجوهر لا يوجد إلّا ويوجد معه الكون ، فلو كان الاعتماد مولّدا للجوهر لكان لا يجوز أن يولّده إلّا ويولّد معه الكون ، لاستحالة خلو الجوهر من الكون ؛ وقد ثبت أنّ الاعتماد إنّما يولّد الجوهر بشرط مماسة محله للمحل الذي يولّد فيه الكون ـ ومماسة المعدوم محال (ن ، د ، ٤٤١ ، ٢)
ـ إنّا نعلم عند إدراكنا للجوهر صفات ثلاثا وهي : تحيّزه ، ووجوده ، وكونه كائنا في جهة (ن ، م ، ٣٠ ، ١٦)
ـ اعلم أنّ الذي يذهب إليه الشيخان أبو علي وأبو هاشم أنّ الجوهر يكون جوهرا في حال عدمه. وقد قال بذلك الشيخ أبو عبد الله ، وربما يجري في كلامه ما يقتضي ظاهره أنّ صفة التحيّز تكون حاصلة للمعدوم (ن ، م ، ٣٧ ، ١١)
ـ إنّ الجوهر لا يحتاج في وجوده إلى الكون ، وإنّما يحتاج في كونه كائنا في جهة مخصوصة ، إلى وجود الكون فيه في تلك الجهة ، والكون يحتاج في وجوده إلى وجود الجوهر. فقد اختلف وجه الحاجة ، فلا يلزم أن يكون محتاجا إلى نفسه (ن ، م ، ٦٦ ، ١٦)
ـ أمّا إثبات الجوهر جزأ لا يتجزّأ فعليه جمهور المسلمين غير النظام فإنّه زعم أنّه لا نهاية لأجزاء الجسم الواحد وبه قال أكثر الفلاسفة (ب ، أ ، ٣٦ ، ٤)
ـ ذهب شيخنا أبو الحسن الأشعري إلى استحالة تعرّي الأجسام من الألوان والأكوان والطعوم والروائح. وقال لا بدّ أن يكون في كل جوهر لون وكون وطعم ورائحة وحرارة وبرودة ورطوبة ويبوسة وحياة أو ضدّها ، وإذا وجد في حالين فلا بدّ من وجود بقاء فيه في كل حال بعد حال حدوثه (ب ، أ ، ٥٦ ، ١٣)
ـ زعم الكعبي وأتباعه من القدرية أنّ الجوهر يجوز تعرّيه عن الأعراض كلّها إلّا من اللون. وزعم أبو هاشم وأتباعه من القدرية أنّ الجوهر في حال حدوثه يجوز تعرّيه من الأعراض كلّها إلّا من الكون ، وكل عرض حدث فيه بعد الكون فإنّه لا يخلو منه بعد حدوثه إلّا بضدّه (ب ، أ ، ٥٦ ، ١٦)
ـ زعم الصالحيّ وأتباعه من القدرية : أنّه يجوز وجود الجوهر خاليا من الأعراض كلّها. وزعم المعروف منهم بابن المعتمر أنّ الجوهر الواحد لا يحتمل الأعراض ، فإذا اجتمعت ثمانية أجزاء وصارت جسما أحدثت في أنفسها الأعراض طباعا (ب ، أ ، ٥٧ ، ٢)
ـ ذهب قوم من المتكلّمين إلى إثبات شيء سمّوه جوهرا ليس جسما ولا عرضا ، وقد ينسب هذا القول إلى بعض الأوائل ، وحدّ هذا الجوهر عند من أثبته أنّه واحد بالذات قابل للمتضادّات ، قائم بنفسه لا يتحرّك ولا له مكان ولا له طول ولا عرض ولا عمق ولا يتجزّأ ، وحدّه بعض من ينتمي إلى الكلام بأنّه واحد بذاته لا طول له ولا عرض ولا يتجزّأ ، وقالوا أنّه لا يتحرّك وله مكان ، وأنّه قائم بنفسه يحمل من كل عرض عرضا واحدا فقط كاللون والطعم والرائحة والمجسّة (ح ، ف ٥ ، ٦٩ ، ١١)
ـ حقيقة الجوهر ما له حيّز عند الوجود (أ ، ت ، ٤٧ ، ٤)
ـ المتحيّز هو المختصّ بحال لكونه عليها يتعاظم بانضمام غيره إليه أو يشغل قدرا من المكان ، أو ما يقدر تقدير المكان ، فيكون قد حاز ذلك المكان ، أو يمنع غيره من أمثاله عن أن يحصل بحيث هو. فهذه وما أشبهها أحكام المتحيّز.