جسما ، قيل له أنكرنا ذلك لأنّه لا يخلو أن يكون القائل لذلك أراد ما أنكرتم أن يكون طويلا عريضا مجتمعا أو أن يكون أراد تسميته جسما وإن لم يكن طويلا عريضا مجتمعا عميقا (ش ، ق ، ١٠ ، ١)
ـ إنّ الجسم لمّا لم يسبق المحدثات وجب حدوثه بدخوله في معنى الحدث ، وليس يجب إذا دخل في الحدث بمشاركة المحدثات في معنى الحدث ، إذا كان من المحدثات ما هو حركة أن يكون الجسم حركة ، وإذا كان منها ما هو جسم (لا) يجب أن تكون الحركة جسما ، إذ لم يكونا يستويان في معنى جسم وحركة واستويا في معنى الحدوث (ش ، ل ، ٤٢ ، ٨)
ـ الجسم في الشّاهد أنّه اسم ذي الجهات ، أو اسم محتمل النهايات ، أو اسم ذي الأبعاد الثلاثة (م ، ح ، ٣٨ ، ٤)
ـ أمّا الجسم فهو اسم لكل محدود ، والشيء إثبات لا غير ، وفي وجود العالم على ما عليه دليل الإثبات ؛ لذلك قيل بالشيء ، وفيه ـ إذ هو متناه لا من حيث الشيئية [بل من] حيث الحد ـ دليل نفي الحدّ عن الله جلّ ثناؤه. إلا أن يراد بالحدّ الوحدانيّة والربوبيّة ، فهو كذلك ، وحرف الحدّ ساقط لأنّه يغلب في الدلالة على نهاية الشيء من طريق العرض ونحو ذلك مما يتعالى عن ذلك ، وذلك معنى الجسم في الشاهد. وفيه أيضا إيجاب الجهات المحتمل كل جهة أن يكون أطول منها وأعرض وأقصر ، فلذلك بطل القول بذلك ، ولا قوة إلا بالله (م ، ح ، ١٠٤ ، ١٣)
ـ إنّ حقيقة الجسم أنّه مؤلّف مجتمع بدليل قولهم : رجل جسيم ، وزيد أجسم من عمرو ، وعلما بأنّهم يقصرون هذه المبالغة على ضرب من ضروب التأليف في جهة العرض والطول ، ولا يوقعونها بزيادة شيء من صفات الجسم سوى التأليف ؛ فلمّا لم يجز أن يكون القديم مجتمعا مؤتلفا ، وكان شيئا واحدا ، ثبت أنّه تعالى ليس بجسم (ب ، ت ، ١٤٨ ، ٢٢)
ـ الجسم في اللغة هو : المؤلّف المركّب. يدل على ذلك قولهم : رجل جسيم وزيد أجسم من عمرو ، وهذا اللفظ من أبنية المبالغة ، وقد اتفقوا على أنّ معنى المبالغة في الاسم مأخوذ من معنى الاسم ؛ يبيّن ذلك أنّ قولهم : " أضرب" إذا أفاد كثرة الضرب كان قولهم : ضارب مفيدا للضرب ، وكذلك إذا كان قولهم : المؤلّف المركّب مفيدا كثرة الاجتماع والتأليف ، وجب أن يكون قولهم جسم ، مفيدا كذلك (ب ، ن ، ١٦ ، ١٤)
ـ زعم البلخي أنّ معنى أنّ الجسم جسم أنّه طويل عريض عميق محتمل للتأليف والتغيير والزيادة والنقصان وأنّه ذاهب في الجهات (أ ، م ، ٣١٥ ، ١)
ـ إنّ الجسم لا بدّ من أن يكون متحيّزا عند الوجود ، ولا يكون متحيّزا إلّا وهو كائن ، ولا يكون كائنا إلّا بكون (ق ، ش ، ١١٢ ، ٧)
ـ إنّ الجسم ، هو ما يكون طويلا عريضا عميقا ، ولا يحصل فيه الطول والعرض والعمق إلّا إذا تركّب من ثمانية أجزاء ، بأن يحصل جزءان في قبالة الناظر ويسمّى طولا وخطّا ، ويحصل جزءان آخران عن يمينه ويساره منضمّان إليهما ، فيحصل العرض ويسمّى سطحا أو صفحة ، ثم يحصل فوقها أربعة أجزاء مثلها فيحصل العمق ، وتسمّى الثمانية أجزاء المركّبة على هذا الوجه جسما. هذا هو حقيقة الجسم في اللغة. والذي يدلّ عليه ، أنّ أهل اللغة متى