زائدا عليها ، وبه قال أبو علي أولا ثم رجع عنه هو الافتراق. فإنّ عندنا أنّه عبارة عن الكونين اللذين يحصل بهما الجسمان في مكانين بعيدين ، كما أنّ المجاورة هي كونان على وجه القرب (أ ، ت ، ٤٥٢ ، ١٢)
ـ الاجتماع حصول الجوهرين في حيّز واحد بحيث لا يمكن أن يتخلّلهما ثالث والافتراق كونهما بحيث يمكن أن يتخلّلهما ثالث (ف ، م ، ٧٦ ، ١٨)
ـ الأعراض النسبيّة وهي أنواع. الأوّل : حصول الشيء في مكانه وهو المسمّى بالكون ، ثم أنّ حصول الأوّل في الحيّز الثاني هو الحركة ، والحصول الثاني في الحيّز الأوّل هو السكون ، وحصول الجوهرين في حيّزين يتخلّلهما ثالث هو الافتراق ، وحصولهما في حيّزين لا يتخلّلهما ثالث هو الاجتماع. الثاني : حصول الشيء في الزمان وهو المتى (ف ، أ ، ٢٦ ، ٢٢)
ـ حصول جوهرين في حيّزين بحيث لا يتخلّلهما ثالث اجتماع ، وبالعكس افتراق (خ ، ل ، ٦٨ ، ١٢)
أفضل
ـ اعلم أنّ الأفضل في الشرع ، هو الأكثر ثوابا ، ولذلك قال مشايخنا : إنّ طريق معرفته الشرع ، لأنّه لا مجال للعقل في مقادير الثواب والعقاب. إذا ثبت هذا ، فاعلم أنّ المتقدّمين من المعتزلة ذهبوا إلى أنّ أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي عليهالسلام ، إلّا واصل بن عطاء فإنّه يفضّل أمير المؤمنين على عثمان فلذلك سمّاه شيعيّا. وأما أبو علي وأبو هاشم فقد توقّفا في ذلك ، وقالا : ما من خصلة ومنقبة ذكرت في أحد هؤلاء الأربعة إلّا ومثله مذكور لصاحبه. وأما شيخنا أبو عبد الله البصري فقد قال : إنّ أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه علي بن أبي طالب ثم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ، ولهذا كان يلقّب بالمفضّل ، وله كتاب في التفضيل طويل. وقد كان قاضي القضاة يتوقّف في الأفضل من هؤلاء الأربعة كالشيخين ، إلى أن شرح هذا الكتاب فقطع على أنّ أفضل الصحابة أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام. فأمّا عندنا : إنّ أفضل الصحابة أمير المؤمنين عليّ ثم الحسن ، ثم الحسين عليهمالسلام (ق ، ش ، ٧٦٦ ، ١٥)
ـ إذا قلنا في الفعل إنّه فاضل على هذا الحدّ فالمراد به أنّه يستحقّ به ثواب كثير ، وإذا قلنا هو أفضل من غيره فالمراد أن له على غيره مزية في قدر الثواب ؛ وذلك تشبيه بما قدّمناه ، وقد تصحّ الإشارة إلى مكلّف فيقال فاضل وأفضل ولا يصحّ ذلك في الفعل إلّا بمقارنة غيره ، لأنّه قد ثبت أنّه لا فعل يستحقّ به الثواب إلّا وينضاف إليه ما يمنع من ذلك فيه ، وهو بمنزلة وصفنا الفعل بأنّه إيمان ، وقد بيّنا ذلك مشروحا (ق ، غ ٢٠ / ٢ ، ١١٦ ، ١٥)
ـ قال الباقلاني جائز أن يكون في الناس من هو أفضل من رسول الله صلىاللهعليهوسلم من حيث بعث بالنبوّة إلى أن مات (ح ، ف ٤ ، ١١٤ ، ١٣)
ـ إنّ الفضل هو الخير نفسه لأنّ الشيء إذا كان خيرا من شيء آخر فهو أفضل منه بلا شكّ (ح ، ف ٤ ، ١٣٠ ، ٤)
ـ بطل أن تكون الطاعة إنّما تجب للأفضل فالأفضل وقد أمر النبي صلىاللهعليهوسلم