السمع. والثالث والعشرون البصر الذي هو الرؤية وهي غير العلم بالمرئي وزعم الكعبيّ أنها العلم بالمرئي. والرابع والعشرون العمى وهو ضدّ الرؤية. والخامس والعشرون الكلام وهو عندنا غير الصوت وزعم أكثر القدرية أنّه صوت مخصوص. والسادس والعشرون الخاطر وهو عندنا عرض خلاف قول النظّام أنّه جسم. والسابع والعشرون الألم. والثامن والعشرون اللّذة وهي عندنا معنى غير نيل المنى وغير الراحة من مؤلم وزعم ابن زكريا المتطبّب إنّها راحة من مؤلم وزعم ابن الجبائي أنها نيل المنى. والتاسع والعشرون الفكر الواقع بعد الخاطر. والثلاثون كل اعتقاد صحيحا كان أو فاسدا فإنّ الاعتقاد عندنا ليس من جنس العلم ولا من جنس الجهل. فهذه أنواع الأعراض عندنا (ب ، أ ، ٤٤ ، ٥)
ـ ذهب أكثر مثبتي الأعراض إلى أنّها أجناس مختلفة وأنّها ليست من جنس الأجسام ولا من أبعاضها وخالفهم في ذلك النظّام وضرار والنجّار (ب ، أ ، ٤٦ ، ٧)
ـ إنّ الأعراض التي تركّب الجسم منها هي التي لا يخلو الجسم منها ومن أضدادها كاللون والطعم والرائحة والحياة والموت الذي هو ضدّه. وأما الذي ينفكّ الجسم منه ومن ضدّه كالعلم والقدرة والكلام فليس ببعض للجسم ، وأحال وجود أبعاض الجسم مفترقة فوافق النجّار ضرّارا في هذا القول وزاد عليه أن أجاز كون الشيء الواحد عرضا في حال وجسما في حال أخرى ولهذا زعم أنّ كلام الله تعالى إذا قرئ فهو عرض وإذا كتب فهو جسم (ب ، أ ، ٤٧ ، ٧)
ـ قال أبو الهذيل الأعراض منها ما يبقى ومنها ما لا يبقى والذي لا يبقى منها الحركة والإرادة وأجاز بقاء اللون والطعم والرائحة والتأليف والحياة والعلم والقدرة (ب ، أ ، ٥٠ ، ١٧)
ـ قال الجبائي وابنه أنّ الصوت والألم والحركات والفكر والإرادات والكراهات أعراض غير باقية ، وأجازا بقاء الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والاعتماد والتأليف واللون والحياة والقدرة والعجز والعلوم والاعتقادات (ب ، أ ، ٥١ ، ٩)
ـ إنّ الأعراض قديمة في الأجسام غير أنّها تكمن في الأجسام وتظهر ، فإذا ظهرت الحركة في الجسم كمن السكون فيه وإذا ظهر السكون فيه كمنت الحركة فيه وكذلك كل عرض ظهر كمن ضدّه في محله (ب ، أ ، ٥٥ ، ١٢)
ـ قال الجبّائي ، الأعراض نوعان : باق وغير باق. وما صحّ بقاؤه منها صحّت إعادته بعد الفناء ، وما لا يصحّ بقاؤه فلا تصحّ إعادته. وأجاز ابنه أبو هاشم إعادة جميع الأعراض إلّا ما يستحيل عليه البقاء عنده ، أو كان من مقدور العباد. ويصحّ عنده إعادة ما هو من جنس مقدور العباد إذا كان من فعل الله تعالى (ب ، أ ، ٢٣٤ ، ٧)
ـ زعم معمّر أنّه ليس شيء من الأعراض فعلا لله تعالى ، وإنّما الأعراض من فعل الأجسام إمّا طباعا وإمّا اختيارا. ولا يخلق الله ألما ولا لذّة ولا صحّة ولا سقما ولا شيئا من الأعراض (ب ، أ ، ٢٣٩ ، ١)
ـ إنّ الأعراض تنقسم إلى قسمين أحدهما ذاتيّ لا يتوهّم بطلانه إلّا ببطلان حامله كالحسّ والحركة الإرادية للحيّ ، وكذلك احتمال الموت للإنسان مع إمكان التمييز للعلوم والتصرّف في الصناعات وما أشبه هذا. ومن