عنهم (ق ، غ ٨ ، ٢٣٤ ، ٢)
ـ ذكر النحويون أنّ الأسماء ثلاثة أنواع : اسم متمكّن ، واسم مضمر واسم مبهم. والمتمكّن معروف. والمضمر مثل أنا وأنت وهو والياء في لي وبي ومنّي وعنّي ، والهاء في به وله ، والتاء في مثل ضربت وفعلت بالفتح والضم والكسر في خطاب المؤنّث ، والكاف في نحو أكرمك ، والمبهم مثل من وما وأين وحيث ونحوها ، وجميع هذه الوجوه الثلاثة داخلة في أسماء الله عزوجل ، لأنّ أسماءه التي ورد الشرع بها متمكّنة وأسماء الله عزوجل متمكّنة (ب ، أ ، ١١٦ ، ١٣)
ـ إنّ الأسماء تتنزّل منزلة الصفات ، فإذا أطلقت ولم تقتض نفيا حملت على ثبوت متحقّق. فإذا قلنا : الله الخالق ، وجب صرف ذلك إلى ثبوت وهو الخلق ، وكان معنى الخالق من له الخلق ، ولا ترجع من الخلق صفة متحقّقة إلى الذات ، فلا يدلّ الخالق إلّا على إثبات الخلق. ولذلك قال أئمتنا : لا يتّصف الباري تعالى في أزله بكونه خالقا ، إذ لا خلق في الأزل ، ولو وصف بذلك على معنى أنّه قادر كان تجوّزا. فخرج من ذلك أنّ العلم والقدرة كما كانا صفتين ، فكذلك هما اسمان. والكلام في ذلك يؤول إلى التنازع في إطلاق لفظ ومنع إطلاقه (ج ، ش ، ١٣٧ ، ١٦)
أسماء الإثبات
ـ إنّ أعمّ أسماء الإثبات قولنا" شيء" و" موجود" وعليه تتركّب الأوصاف الخاصّة والأسماء ، وإنّه لا يصحّ أن يستحقّ الاسم الأخصّ مع امتناع الاسم الأعمّ ، وهو أنّ قولنا إنّه موجود أعمّ من قولنا إنّه عرض أو سواد أو جوهر. فإذا امتنع المعدوم من تسميته بأنّه موجود ، وهو أعمّ أسماء الإثبات ، كان ذلك دالّا على أنّه ممتنع أن يتسمّى بالأخصّ من ذلك على الحقيقة حتى يقال إنّه سواد وليس بموجود (أ ، م ، ٢٥٥ ، ٥)
أسماء الله
ـ كان (عبد الله بن كلّاب) يقول إنّ أسماء الله وصفاته لذاته لا هي الله ولا هي غيره وأنّها قائمة بالله ولا يجوز أن تقوم بالصفات صفات ، وكان يقول أنّ وجه الله ولا هو الله ولا هو غيره وهو صفة له وكذلك يداه وعينه وبصره صفات له لا هي هو ولا غيره ، وأنّ ذاته هي هو ونفسه هي هو وأنّه موجود لا بوجود ، وشيء لا بمعنى له كان شيئا ، وكان يزعم أن صفات البارئ لا تتغاير وأنّ العلم لا هو القدرة ولا غيرها ، وكذلك كل صفة من صفات الذات لا هي الصفة الأخرى ولا غيرها (ش ، ق ، ١٦٩ ، ١٢)
ـ اختلف الذين لم يقولوا الأسماء والصفات هي البارئ في الأسماء والصفات ما هي على مقالتين : فقالت المعتزلة والخوارج : الأسماء والصفات هي الأقوال وهي قولنا : الله عالم الله قادر وما أشبه ذلك. وقال" عبد الله بن كلّاب" : أسماء الله هي صفاته وهي العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر وسائر صفاته (ش ، ق ، ١٧٢ ، ١٤)
ـ أجمعت المعتزلة على أنّ صفات الله سبحانه وأسماءه هي أقوال وكلام ، فقول الله أنّه عالم قادر حيّ أسماء لله وصفات له ، وكذلك أقوال الخلق ، ولم يثبتوا صفة له علما ولا صفة قدرة وكذلك قولهم في سائر صفات النفس (ش ،