حقيقة ، لا مجازا (ش ، م ١ ، ١٣٤ ، ١٧)
ـ قال (هشام بن الحكم) : الاستطاعة كل ما لا يكون الفعل إلّا به كالآلات ، والجوارح ، والوقت ، والمكان (ش ، م ١ ، ١٨٥ ، ١٠)
ـ إنّ القدرة التي هي عبارة عن سلامة الأعضاء وعن المزاج المعتدل فإنّها حاصلة قبل حصول الفعل ، إلّا أنّ هذه القدرة لا تكفي في حصول الفعل البتّة ، وإذا انضمّت الداعية الجازمة إليها صارت تلك القدرة مع هذه الداعية الجازمة سببا مقتضيا للفعل المعيّن. ثم أنّ ذلك الفعل يجب وقوعه مع حصول ذلك المجموع ، لأنّ المؤثّر التام لا يتخلّف عنه الأثر البتّة ، فنقول قول من يقول الاستطاعة قبل الفعل صحيح من حيث أنّ ذلك المزاج المعتدل سابق ، وقول من يقول الاستطاعة مع الفعل صحيح من حيث أنّ عند حصول مجموع القدرة والداعي الذي هو المؤثّر التام يجب حصول الفعل معه (ف ، أ ، ٦٤ ، ١٨)
ـ الاستطاعة : هي عرض يخلقه الله في الحيوان يفعل به الأفعال الاختياريّة (ج ، ت ، ٤٠ ، ١٣)
استطاعة الأسباب والأحوال
ـ الدلالة على أنّ الاستطاعة استطاعة الأسباب والأحوال لا استطاعة الفعل وجوه : أحدها أن قوله : (فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ) (المجادلة : ٤) وإنما هو صوم شهرين ، ولا أحد يعلم أنّ قدرة الفعل لا ترده تلك المدة ، ثبت أنّ المراد من ذلك استطاعة الوجود. ومثله أهل النفاق ، لم يكونوا يعلمون الاستطاعة التي لديها الأفعال ، وإنّما أرادوا بذلك المرض أو فقد المال على ما بيّن الله تعالى بقوله : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ) (التوبة :
٩١) إلى قوله : (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِياءُ) (التوبة : ٩٣). ودليل آخر القول المعروف أن الاستطاعة الموجود منها لا يبقى إلى مدة شهرين ، ولا استطاعة فعل الجهاد تبقى من وقت كونهم بالمدينة إلى أن يلقوا عدوّا ، بل هي تتجدد وتحدث ، وقد لزمهم الخروج قبل العلم بأنّها تحدث أوّلا ، وكذبوا بقولهم : " لو استطعنا لخرجنا معكم" ، وحققوا في الأول نفي الاستطاعة ، فثبت أنّ المراد من ذلك استطاعة الأحوال والأسباب لا الأفعال (م ، ح ، ٢٥٧ ، ٣)
استطاعة بالإضافة
ـ إنّنا لم نستطع قط على فعل ما لم يعلم الله أنّنا سنفعله ، ولا على ترك ما علم أنّنا نفعله ، ولا على فسخ علم الله تعالى أصلا ، ولا على تكذيبه عزوجل في فعل ما أمر تعالى به ، وإن كنّا في ظاهر الأمر نطلق ما أطلق الله تعالى من الاستطاعة التي لا يكون بها إلّا ما علم الله تعالى أنّه يكون ، ولا مزيد ، وهي استطاعة بإضافة لا استطاعة على الإطلاق ، لكن نقول هو مستطيع بصحّة جوارحه ، أي أنّه متوهّم كون الفعل منه فقط (ح ، ف ٣ ، ٨٣ ، ٢٤)
استطاعة حقيقية
ـ الاستطاعة الحقيقيّة : هي القدرة التامّة التي يجب عندها صدور الفعل ، فهي لا تكون إلّا مقارنة للفعل (ج ، ت ، ٤٠ ، ١٦)
استطاعة صحية
ـ الاستطاعة الصحيّة : هي أن ترتفع الموانع من المرض وغيره (ج ، ت ، ٤٠ ، ١٨)