٣ ـ بين المفردات للراغب الأصفهاني وغريب القرآن وتفسيره لليزيدي :
ذكرنا أن اليزيدي لم يقدم لكتابه بأية مقدمة ، ولكن الراغب الأصفهاني افتتح كتابه بمقدمة بين فيها أهمية العمل الذي يقوم به ، وهو تحقيق الألفاظ المفردة فبيان معانيها ، لأن معنى اللفظة المفردة هو الأساس الذي لا غنى عنه لإدراك معاني القرآن الكريم. يقول الراغب (١) «إن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية ، ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة ، فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه كتحصيل اللّبن في كونه من أول المعاون في بناء ما يريد أن يبنيه».
وقد رتب الراغب كتابه على حروف المعجم ، عكس اليزيدي الذي رتّبه حسب تسلسل سور القرآن الكريم. قال الراغب (٢) «وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتاب مستوفى ، فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجّي ، فنقدم ما أوله الألف ثم الباء على ترتيب حروف المعجم ، معتبرا فيه أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد».
ويعتبر كتاب المفردات من أكثر كتب الغريب فائدة ، ومن أهم المراجع للمشتغلين بدراسة القرآن الكريم. قال السيوطي (٣) : «ومن أحسنها
__________________
(١) الراغب الأصفهاني ـ مقدمة كتاب المفردات في غريب القرآن ٦.
(٢) الراغب الأصفهاني ـ مقدمة كتاب «المفردات في غريب القرآن ٦.
(٣) السيوطي ـ الإتقان ١ / ٤٩.