المسلمين بما يحدث بينهم من القتل والفساد والإرهاب والتفجير خارجَ الوَطَن الإسلاميّ وداخله ، وبينَ أهله ، ممّا يزيد في افتراق الأمّة ، وتضعيف قواهم ، وإهدار إمكاناتهم الماديّة ، وزعزعة ملتزماتهم الروحيّة وأعرافهم الوطنيّة ، مضافاًإلى المخالفات الدينيّة التي في مقدّمتها مخالفة الأمر الإلهيّ ، ومعارضة النهي القرآني الذي قال : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَـزَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّـبِرِينَ)(١).
وهذه التوالي المذكورة في هذه الآية التي هي من الوحي الإلهي هي المتحقّقة عياناً ، حيث نجد فعلاً أنّ المسلمين أذلاّء أمامَ جميع شُعُوب العالَمِوأمامَ أهلِ الدِيانات أجمع ، لِما يقومُ به جماعاتٌ منهم باسم (القاعدةوالطالبان والسلفيّة والوهابيّة) من اعتداءات وتفجيرات وإعدامات وقتل وتهجير واختطاف ورهائن وإرهاب في الأرض ، بدءاً بأنفسهم وبُلدانهم وشُعوبهم ، حتّى بلدان العالَم من شَرْقِه إلى غَرْبِه ، كلّ ذلك باسم الإسلام! والجهاد! والدفاع عن العروبة!.
مما جعل الكُفّار يؤكّدون ويعلنون لشعوب العالم على أنَّ الإسلامَ هوَ الإرهاب والمسلمين همُ الإرهابيّون!.
هذا ، مضافاً إلى ما أدّاهُ عملُهم من زرع الخوف والفزع والتشرّد والتهجيربين المسلمين ، لعدم الأمن والاستقرار في أوطانهم ، فتراهُم نُفُوا من عُقر دارهم.
والغريب أنّ الغَرْبَ أصبحَ مَلْجأً للمسلمين ومهجراً وموطناً يأمنون فيه ، ويقتاتون على صدقات الكنائس هُناك ، وأرضُهم تقبعُ على بحار من النفط!
__________________
(١) سورة الأنفال ٨ : ٤٦.