الإمام
السيّد شرفُ الدين ، والإمامُ الشيخُ سليمُ البشريّ ، والأوّل : هو من
فُقهاءالشيعة ، والثاني : من فُقهاء العامّة وثقتهم ، وهو شيخُ الجامع الأزهر في
مصر.
إنّ
اشتراك هذينِ العَلَمينِ اللّذين هُما القِمّةُ في أكبر طائفتينِ يستوعبان الأمّة
الإسلاميّة وهما : الشيعةُ وأهلُ السنّة ، ومحاولتُهما حسمَ الخلاف في أهمّ مسألة
وقع فيها بين المسلمين منذُ فَجْرِ عصرِ الخِلافة وعلى طُول تاريخ المُسلمين ، وهي
مسألةُ الخلافة نفسها ، لهو من أهمّ الإنجازات العلميّة في ذلك العصر ، وقد
تَوَصّلَ العَلَمانِ إلى نتائجَ متّفق عليها ، منها :
*
جمعُ الكلمة والرأي فيها على انحسار الخلاف إلى أصغر حجم ، فلايؤثّر سلباً في حياة
المسلمين بسوء ولايستدعي النزاعَ والشرَّ.
*
ثُمَّ التركيز على الموافِقاتِ التي تشمل المساحة الأكبرَ ، وتستوعبُ الحجمَ
الأكبرَ ، وتستدعي الهمَّ الأعظمَ؛ لأنّها الأوغلَ في حياة المُسلمين العمليّة والاجتماعيّة
والاقتصاديّة.
*
وفرز نُقطة الخلاف الضئيلة الحجم ، وتأطيرها وعَزْلها وجعلها في ذِمّةِ البحث
السِلْميّ والنَظَريّ ، بحيث لا تؤثّر سوى في الفكر والمعتقد القلبيّ ، لا على سطح
الحياة العمليّة ، ولا تمسّ الُمخاطبين الذين يعتقدُون بغيرها.
إنّ
أهمّ ما يتعرّض له المسلمون اليوم على الأرض والواقع الحياتيّ هوالهُجُوم العنيفُ
الذي يشُنُّه الكُفّار الأجانب ؛ سواء من اليهود والنصارى ، أم من المُلحدين
والعِلْمانيّين ، أو العُلماء المُصطنَعِين الذين يقومون بإثارة الخُصُومة والنزاع
وتكبير حجم الخلاف والشقاق وتشويه سمعة