على صعيد الكيف ، ولكن ظلّ هذا التراث قابعاً في قالبه التراثي والتقليدي الذي لم يطّلع عليه إلا المتخصّص الخاصّ ، ممّا أدّى إلى انحسار تأثيره ومحدوديّته. ولاريب في أنّ أحد أهم المنابع التراثية التراث المأثور عن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ؛ لما كان يتمتّع به من موقع علمي ممتاز فاق فيه سائر الصحابة ولما له من مكانة رسالية مرموقة تفرّد بها. والدراسة التي بين يديك تعالج هذا التراث الممتاز.
٢ ـ سيتضح من ثنايا البحث أنّ هذه الصحيفة بالرغم من عدم وصولهابعينها لنا إلاّ أنّ مضامينها وصلت إلينا سواء صرّح بكونها منها أو لم يصرّح بذلك.
٣ ـ إنّ هذه الصحيفة هي صحيفة نبويّة صِرفة ، اشتملت على أحاديث دوّنت مباشرة عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، وقد ركّز في الوثائق التاريخية على هذه السمة ، وأنّها من إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) من فلق فيه وبخطّ الإمام عليّ عليهالسلام.
٤ ـ كونها صحيفة تتّسم بالتنوّع في أحاديثها بل وبشموليّتها لأبواب فقهية مختلفة ، وتحتوي على مجالات معرفية كثيرة ، بيد أنّه لم يحظ تراث عليّ عليهالسلام في الدراسات الفقهية التحليلية باهتمام يتناسب معه ، ولم يركّز عليه في البحوث الاجتهادية بالمستوى اللائق به من قِبل علماء المذاهب الإسلامية المختلفة.
ثمّ إنّ التراث العلمي الحقيقي لكلّ شخصية علمية يتناسب تناسباً طرديّاًمن حيث السعة والعمق والأهمية مع واقع تلك الشخصية وما تتمتّع به من قدرات وقابليّات ؛ لأنّ التراث معلول لمن يُنسب إليه ، فهو مجموع منجزاته ، وتنطبع فيه خصائصه.