الفصل الخامس
في الإسماعيلية
قال القاضي العضدي في المواقف : «إنّهم يلقّبون بألقاب منها : الباطنية والمتبعة والقرامطة ؛ لأنّ أوّلهم الذي دعا الناس إلى مذهبهم رجل يقال له : حمدان بن قرمط ، وهي إحدى قرى واسط»(١).
وقال أفضل المحقّقين الطوسي في كتابه قواعد العقائد : «وأمّا الإسماعيلية ويسمّون الباطنية ، وربّما يُلقّبون بالملاحدة ، وإنّما سمّوا بالإسماعيلية ؛ لانتسابهم إلى إسماعيل بن جعفر الصادق ، والباطنية لقولهم : كلّ ظاهر فله باطن ، يكون ذلك الباطن مصدراً ، وذلك الظاهر مظهراً له ، ولايكون ظاهر لا باطن له ، إلاّ ما هو مثل السراب ، ولا باطن لا ظاهر له إلاّ خيال لا أصل له.
ولقّبوا بالملاحدة ؛ لعدولهم عن ظاهر الشريعة إلى بواطنها في بعض الأحوال.
ومذهبهم أنّ الله تعالى أبدع بتوسّط معنى يعبّر عنه بكلمة «كن» أو غيرهاعالَمَين :
عالم الباطن : وهو عالم الأمر وعالم الغيب ، ويشتمل على العقول والنفوس والأرواح والحقائق كلّها ، وأقرب ما فيها إلى الله تعالى هو العقل
__________________
(١) المواقف ٣/ ٦٨٤ ـ ٦٨٥.