في جُملة أحواله معدودٌ من أعلام أهل السُنّة المُنتحِلِينَ في الأصول مذهبَ أبي الحسن الأشعريّ ، كما أنّه في الفُرُوع كانَ ينتحِلُ مذهبَ الشافِعيّ.
وإنّما نُسِبَ إلى التشيّع عندَ قومِهِ بِسببِ تصحيحِهِ أحاديثَ كثيرةً في فضائل عليّ أميرِ المُؤمِنَين وسائر أهل البيت الطاهرين عليهمالسلام.
ومن هُنا عُصِبَتْ به (تهمةُ التشيّع؟!) ونَبَزُوهُ بـ : (الرافِضِيّ) حتّى نَقَلَ ابنُ طاهِر المَقْدِسيُّ ـ الُمحدّثُ الناصِبِيُّ المُتَسَوِّرُ على قُدْسِيّة مَقامِ الإمام عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام ـ عن عبد الله الأنصاريّ ، قولَه في (الحاكم) : «إمامٌ في الحديث ، رافِضيٌّ خَبِيْثٌ»(١)؟!!.
وهذا دَأبُهُم ـ أبَدَاً ـ معَ كُلّ مُنْصِف مِنهم في رواية مناقب العِتْرَةِ الطاهرة.
وغيرُ خاف على المُتَتَبّع أنّ هُناك الكثيرَ الطيّبَ من رِجال الشيعة الذينَ لا كلام في تشيّعهم ، ولا في رُجُوعِهم إلى أئمّة أهل البيت عليهمالسلام أُصُولاً وفُرُوعاً ممّن يدخُلُون في عُنوان : (أسناد الشيعة في إسناد السنّة) دُخُولاً أوّليّاً ، كما أشارَ إلى ذلك السيّد شرف الدين في خاتمة المراجعة التي عَقَدَها على ذكر أولئك (الحُجَج الأثْبات) لكنّه اقتصرَ على ذكر (مِئَة) منهم على ما اقتضتهُ الحالُ ، وسمحَ بِهِ الَمجال(٢).
وقد سمعتَ شيئاً من المُراجعة في حقيقةِ تشيّع بعضهم ؛ كالقَطّان ، ومُداخَلَةً مُتَسَمَّحاً فِيها ، على سبيل الاستطراد ، في تشخيص صُورةِ تشيّعِ بعضِهم ؛ كالحاكم النيسابوريّ وبيان موضعه منه.
__________________
(١) تذكرة الحفّاظ ٣ / ١٠٤٥ / ٩٦٢ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ١٧٤ / ١٠٠ ، المراجعات : ١٦٦.
(٢) المراجعات : ١١٣.