وكفى
أنّه عالمٌ ، محقّقٌ ، ومجتهدٌ ، فقيهٌ ، ومصلحٌ كبيرٌ ، تدلّ أعماله على كونه
واحداً من عُيون رجال العلمِ والإصلاح في عصره ، فكَيْفَ يواجَه بهذا البُهتان
العظيم! لكنّها شنشنةٌ معروفةٌ من الأعراب في اتّهام رسول الله (صلى الله عليه
وآله) وسائر الأنبياء ، بالجنون.
وكما
ذهبتْ مساعي أولئك الأحلافِ هَباءً مَنْثوراً ، فجُهُودُ هؤلاء الأجلافِ تذهبُ
هَباءً ، وأمّا ما ينفعُ النّاسَ فيمكثُ في الأرض.
إنّ
جميع تلك الأعمال والأساليب قد ولّى عهدُها ؛ فلا تأثيرَ لها بعدَ ما وصلَ إليه
المُسلمون ـ اليومَ ـ من الوَعي والرُشد على أَثَر سَعة أدوات المعلُومات ، وتنوّع
وسائل الإعلام ، وعلى أَثَر كثرةِ التجارب التى زاولوها ، والضغوطات التي مارسَها
الأعداءُ ضدّهم في القرن الماضي ، والمكر والحيلة والخداع الذي مارسه الظالمونَ
وأتباعهم من رِجال دِين وعُلماء بِلاط ووُعّاظ سلاطين.
فقدْ
تبيّن للأمّة زَيْفُ كلّ هذه الأساليب ، وبُطلان تلك الدعاوي ، وكذب الاتّهامات ، ولم
يَكَدْ أحدٌ يصدّق ما يُطلقُهُ هؤلاء ضدّ الحقّ وأهله ، وضدّحزب الله وبُطولاته ، كما
حَدَثَ بالأمسِ القريب ، من إصدار الفتاوى الزائفة التي مَنَعَ أصحابُها المُفتون
من تأييد حزب الله ، حتّى من الدعاء إلى الله لانتصار حزب الله.
ولكنّ
الله خيّبَ آمالَ المُعتدين ، ولمّا خَرَجَ حزبُ الله من المعركة مُنتصِراًبإذن الله
؛ تراجعَ الأذلاّء من المُفتين الوهابيّين ، وأعلنوا تأييدهم ومباركة الانتصار و...
الرائعه الخالدة.
والحمدُ
لله الذي جعلَ أعداءَ الحقّ أغبياء ، لايعرفون كَيْفَ يتصرّفُون ، وهم يفضحُون
أنفسَهم بألسنتِهم ، ويُخرّبُون بُيُوتَهم بِأيديهِم ، من حيث