قال ابن عبّاس وقتادة والرّبيع : من وجههم هذا (١). وقال مجاهد : من غضبهم (٢).
وقوله : (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ)
أصل «المدّ والإمداد» فى اللّغة : الزّيادة. يقال : مدّ النّهر ومدّ الماء ؛ إذا زاد ومدّه نهر آخر ؛ ومنه قوله تعالى : (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ)(٣) : أى يزيد فيه.
وأكثر ما يستعمل الإمداد فى الخير ؛ ومنه قوله : (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ)(٤) ، وقوله : (أَيَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَبَنِينَ)(٥) وقوله : (وَأَمْدَدْناهُمْ بِفاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)(٦).
وقوله : (يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ)
: أى يزد فى عددكم بهذا العدد من الملائكة.
((٧) ومن فتح الواو من ال (مُسَوِّمِينَ)(٧)) فمعناه : معلّمين ، قد سوّموا فهم مسوّمون. و «السّومة» : العلامة ؛ ومن كسر الواو نسب الفعل إليهم ؛ لما روى أنّ النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال ((٨) يوم بدر (٨)) : «سوّموا (٩) فإنّ الملائكة قد سوّمت» (١٠).
__________________
(١) (تفسير الطبرى ٧ : ١٨٤) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٩٤) و (الدر المنثور ٢ : ٦٩) وفى (معانى القرآن للنحاس ١ : ٤٦٩) عن الضحاك وعكرمة ، وفى (تفسير القرطبى ٤ : ١٩٥ ـ ١٩٦) عن الحسن والسدى وابن زيد كذلك.
(٢) (تفسير الطبرى ٧ : ٨٦) و (الدر المنثور ٢ : ٦٩) وكذا الضحاك كما فى (تفسير ابن كثير ٢ : ٩٤) و (تفسير القرطبى ٤ : ١٩٦) ونقل عن الزجاج فى (اللسان ـ مادة : فور) و (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤٧٩).
(٣) سورة لقمان : ٢٧. انظر (اللسان ـ مادة : مدد).
(٤) سورة نوح : ١٢.
(٥) سورة المؤمنون : ٥٥.
(٦) سورة الطور : ٢٢.
(٧ ـ ٧) ب : «مُسَوِّمِينَ من فتح الواو فمعناه». اسم مفعول ، وهى قراءة ابن عامر وحمزة والكسائى ونافع : أى معلمين بعلامات.
و (مُسَوِّمِينَ) ـ بكر الواو اسم فاعل ، وهى قراءة أبى عمرو وابن كثير وعاصم ؛ أى قد أعلموا أنفسهم بعلامة ، وأعلموا خيلهم. ورجح الطبرى وغيره هذه القراءة (تفسير القرطبى ٤ : ١٩٦) وانظر (إتحاف فضلاء البشر ١٧٩).
(٨ ـ ٨) الإثبات عن ج. وفى (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١٠٩) قال لأصحابه يوم بدر. وذكر الحديث الآتى.
(٩) ب : «تسوموا .. قد تسومت».
(١٠) أخرجه ابن أبى شيبة ، كما فى (الدر المنثور ٢ : ٧٠) ورواه ابن جرير فى (تفسير الطبرى ٦ : ١٦) عن عمير بن إسحاق مرفوعا ، وذكره ابن قتيبة فى (تفسير غريب القرآن ١٠٩) وذكره ابن منظور فى (لسان العرب ـ مادة : سوم) قال : ومعناه : اعملوا لكم علامة يعرف بها بعضكم بعضا.