(يَتْلُونَ آياتِ اللهِ) : يقرءون (١) كتاب الله (آناءَ اللَّيْلِ)(٢)
: أى ساعاته ، الواحد : «إنى» مقصور ، و «إنى ، مثل نحى» ؛
أراد : مؤمنى أهل الكتاب.
(وَهُمْ يَسْجُدُونَ) : أى يصلّون (٣).
١١٤ ـ وقوله : ([يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ] وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ)
قال ابن عبّاس : بتوحيد الله. (وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) : أى عن الشّرك بالله.
وقال الزّجّاج : يأمرون باتّباع النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وينهون عن الإقامة على مشاقّته (٤).
(وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ)
: أى يبادرونها خوف الفوت بالموت. ويجوز أن يكون المعنى : ((٥) يعملون بها (٦)) غير متثاقلين فيها. ([وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ])
١١٥ ـ وقوله : (وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ)(٧)
: أى لن تعدموا ثوابه ، ولن تجحدوا ((٨) جزاءه (٩)).
ومن قرأ بالياء ، فهو كناية وإخبار عن الأمّة القائمة.
([وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ])
__________________
(١) ج : «يقرءون فى كتاب الله».
(٢) حاشية ج : «قال الجوهرى فى (الصحاح [٦ : ٢٧٣]) : قال الأخفش : واحدها إنّى مثال : معى ؛ وقال بعضهم : واحدها : إنى ، وإنو ، يقال : مضى إنيان من الليل ، وإنوان. قال أبو عبيدة : واحدها «إنى مثال نحى ـ والله أعلم».
(٣) قال الفراء : السجود فى هذا الموضع : اسم للصلاة لا للسجود ؛ لأن التلاوة لا تكون فى السجود ، ولا فى الركوع (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٣١) وانظر (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤٧٠) و (تفسير القرطبى ٤ : ١٧٦).
(٤) ذكره الزجاج فى (معانى القرآن وإعرابه ١ : ٤٧١) ونقله عنه النحاس دون عزو فى (معانى القرآن للنحاس ١ : ٤٦٣).
(٥ ـ ٥) ب : «يعملونها».
(٦) فى الأصل المخطوط : وما تفعلوا من خير فلن تكفروه بالتاء فيهما ، وما أثبت بالياء فيهما حسب الرسم العثمانى ، وقرأ بها حفص وحمزة والكسائى وكذا خلف ، مراعاة لقوله تعالى : (مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ). الخ. وافقهم الأعمش. وقرأ بالخطاب فيهما : نافع وابن كثير وأبو بكر وابن عامر وعاصم ؛ وذلك على الرجوع إلى خطاب أمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فى قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) : (إتحاف فضلاء البشر ١٧٨) و (البحر المحيط ٣ : ٣٦) و (السبعة فى القراءات ٢١٥) و (تفسير القرطبى ٤ : ١٧٧) و (معانى القرآن للزجاج ١ : ٤٧١).
(٧ ـ ٧) أ ، ب : «أخراه» والمثبت عن ج.