سمّى المفعول (١) باسم المصدر ثم جمعه ، كما «يسمّى» (٢) المكتوب كتابا ، ثم «يجمع» (٣) على كتب.
١٦٤ ـ قوله تعالى : (وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ ...)(٤) الآية.
قال الكلبىّ : يقول من الرّسل من قد سمّيناهم لك ((٥) فى القرآن (٥)) ، وعرّفناكهم إلى من بعثوا ، وما ردّ عليهم قومهم ، ومنهم من لم نسمّه لك.
وقوله : (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً) :
أى مخاطبة من غير واسطة ؛ وتأكيد (كَلَّمَ) بالمصدر ((٦) يدلّ على (٦)) أنّه سمع كلام الله حقيقة ، لا كما تقول القدريّة : إنّ الله تعالى خلق كلاما فى محلّ ، فسمع موسى ذلك الكلام ((٧) من ذلك المحلّ (٧)) ؛ لأنّه لا يكون ذلك كلام الله تعالى.
قال أحمد بن يحيى (٨) : لو قال : وكلّم الله من غير أن يؤكّد بالمصدر لاحتمل ما قالوا ، فلمّا قال : تكليما سقط الشّكّ الّذى كان يدخل فى الكلام ؛ لأنّ أفعال المجاز لا تؤكّد بذكر المصادر ، لا يقال : أراد الحائط أن يسقط إرادة (٩).
١٦٥ ـ قوله جلّ جلاله : (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ) : أى بالجنّة لمن أطاع ، (وَمُنْذِرِينَ) بالنّار لمن عصى (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)(١٠) ؛ لأنّه لو لم يبعث الرّسل لكان للنّاس حجّة فى ترك الطّاعة والتّوحيد والمعرفة ؛ لأنّ هذه الأشياء إنّما وجبت ببعث الرّسل ؛ وقد قال فى آية أخرى :
(وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً)(١١) ؛
__________________
(١) حاشية ج : «على أن المراد بالزبر ـ الذى هو المصدر ـ مزبور».
(٢) أ ، ب : «سمى».
(٣) ب : «جمع».
(٤) تمام الآية : (وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ).
(٥ ـ ٥) الإثبات عن ج.
(٦ ـ ٦) ب : «يدل عليه».
(٧ ـ ٧) الإثبات عن ج.
(٨) وهو المعروف بثعلب ، وانظر قوله هذا فى (البحر المحيط لأبى حيان ٣ : ٣٩٨).
(٩) حاشية ج : «لأن نسبة الفعل إلى الحائط مجاز».
(١٠) «فيقولوا : ما أرسلت إلينا رسولا يعلمنا دينك ؛ فبعثنا الرسل قطعا لعذرهم» (الوجيز للواحدى ١ : ١٨٥).
(١١) سورة طه : ١٣٤.