التّصديق ببعض الأنبياء دون بعض ؛ لأنّ كلّ نبىّ قد دعا إلى تصديق من بعده من الأنبياء ، فإذا كذّبوهم فقد كذّبوا من تقدّم منهم.
وقوله : (وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً)
من إيمان ببعض الرّسل وكفر ببعض ، مذهبا يذهبون إليه (١).
١٥١ ـ (أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا)(٢).
ذكر «حقّ» هاهنا : تأكيد لكفرهم ؛ إزالة لتوهّم من يتوهّم أنّ إيمانهم ببعض الرّسل يزيل عنهم اسم الكفر.
ثمّ نزل فى المؤمنين :
١٥٢ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ..)(٣) إلى آخر الآية.
١٥٣ ـ قوله جلّ جلاله : (يَسْئَلُكَ أَهْلُ الْكِتابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ).
قال المفسّرون : إنّ اليهود قالوا للنّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : إن كنت صادقا أنّك نبىّ فائتنا بكتاب جملة (٤) من السّماء ، كما أتى به موسى ، ((٥) فأنزل الله هذه الآية (٥).
وقوله : (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْ ذلِكَ [فَقالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً])(٦)
يعنى : السّبعين الّذين (٧) ذكرنا قصّتهم عند قوله : (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً)(٨).
وقوله : (ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ) يعنى الّذين خلّفهم موسى مع هارون ـ حين خرج لميقات ربّه.
__________________
(١) «أى دينا يدينون به» انظر (الوجيز للواحدى ١ : ١٨٢).
(٢) تمام الآية : (وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً).
(٣) وهو قوله تعالى : (أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً). انظر معناها فيما سبق فى (الوسيط للواحدى ١ : ٤٠٩).
(٤) حاشية ج : أى دفعة واحدة ؛ أى بلا تدريج».
(* ـ *) هذه الورقة رديئة ، ومهزوزة من أصل ج ، ولم نتمكن من قراءتها ، واعتمدت على نسختى أ ، ب فى تحقيقها.
(٥) (أسباب النزول للواحدى ١٧٩) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٣٩٧) و (البحر المحيط ٣ : ٣٩٧) و (الوجيز للواحدى ١ : ١٨٢).
(٦) بقية الآية : (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ).
(٧) حاشية ج : «اختارهم موسى وقومه ، كقوله تعالى : (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقاتِنا) [سورة الأعراف : ١٥٥]».
(٨) سورة البقرة : ٥٥ ، وانظر قصتهم فيما تقدم فى (الوسيط للواحدى ١ : ١٠٩ ، ١١٠).