ويصرف ((١) عنهم شرّها (١)) ، فأعلم الله تعالى أنّ خير الدّنيا والآخرة عنده : أى فينبغى أن يطلب من عنده ثواب الدّنيا والآخرة. ([وَكانَ اللهُ سَمِيعاً بَصِيراً])(٢).
١٣٥ ـ قوله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ)
«القوّام» : مبالغة من قائم.
قال ابن عبّاس : كونوا قوّامين بالعدل فى الشّهادة على من كانت (٣)
(وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ.)
وقال الزّجّاج : قوموا بالعدل ، واشهدوا لله بالحقّ ، وإن كان الحقّ على نفس الشّاهد ، أو على والديه ((٤) أو أقربيه (٤)).
وشهادة الإنسان على نفسه : إقراره بما عليه من الحقّ ، فكأنّه قال : ولو كان لأحد عليكم حقّ فأقرّوا به على أنفسكم.
وقوله : (إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً) : أى إن يكن المشهود عليه غنيّا أو فقيرا.
قال ابن عبّاس : يقول : لا تحابوا غنيّا لغناه ، ولا ترحموا فقيرا لفقره.
وقال عطاء : لا تحيفوا على الفقير ، ولا تعظّموا الغنىّ فتمسكوا عن القول فيه (٥).
وقوله : (فَاللهُ أَوْلى بِهِما) : أى أعلم بهما منكم ؛ لأنّه (يتولّى) (٦) علم أحوالهما من الغنى والفقر.
وهذا معنى قول الحسن : الله أعلم بغناهم وفقرهم.
وقوله : (فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا)
قال مقاتل : فلا تتّبعوا الهوى فى الشّهادة ، واتّقوا الله أن تعدلوا عن الحقّ إلى الهوى ، وهذا من العدول الّذى هو الميل والجور.
__________________
(١ ـ ١) ج : «عنها شرها».
(٢) «أى يسمع ما يقولونه ، ويبصر ما يسرونه» (تفسير القرطبى ٥ : ٤١٠).
(٣) حاشية ج : «أى على من كانت الشهادة له وعليه». (البحر المحيط ٣ : ٣٦٩) و (الوجيز للواحدى ١ : ١٧٨).
(٤ ـ ٤) ج : «وأقربيه». نقله الواحدى فى (الوجيز له ١ : ١٧٨) بلا نسبة.
(٥) حاشية ج : «أى فى القول بالشهادة».
(٦) الإثبات عن أ ، ب.