نفسى بيده ، لقد نزلت على نبيّكم ، فما نسخت حتّى قبض (١). يعنى هذه الآية : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً).
أخبرنا أبو القاسم السّراج ، أخبرنا محمد بن محمد بن الحسن الكارزىّ (٢) ، أخبرنا علىّ بن عبد العزيز ، أخبرنا أبو عبيد ، حدّثنا حجّاج ، عن ابن جريج ، أخبرنى القاسم بن أبى بزّة ، أنّه سأل سعيدا (٣) :
هل لمن قتل مؤمنا [متعمدا من](٤) توبة؟ ((٥) فقال : لا. قال (٦)) : فقرأت عليه هذه الآية :
(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِ) إلى قوله : (إِلَّا مَنْ تابَ)(٧). فقال سعيد :
قرأتها على ابن عبّاس ، كما قرأتها علىّ ، فقال : هذه مكّيّة نسختها آية (مدنيّة) (٨) ، التى فى سورة النّساء (٩).
أخبرنى إسماعيل بن إبراهيم بن محمويه ، أخبرنا عبد الله بن عمر الجوهرى ، أخبرنا يحيى بن ساسويه (١٠) ، حدّثنا سويد بن نصر ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ، عن ((١١) سليمان التّميمىّ (١٢)) ، عن حميد ، عن أنس :
عن النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «أبى الله أن يجعل لقاتل المؤمن توبة».
__________________
(١) أخرجه النسائى ـ عن سالم بن أبى الجعد ، بنحوه ـ فى (سننه ـ كتاب تحريم الدم ، تعظيم الدم ٧ : ٨٥ وتأويل قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً) فِيها ٨ : ٦٣) ، وابن ماجة أيضا بنحوه فى (سننه ـ كتاب الديات ، باب هل لقاتل مؤمن توبة؟ / ٢ : ٨٧٤ حديث ٢٦٢١) وانظر (الدر المنثور ٢ : ٦٢٣ ـ ٦٢٤).
(٢) قال الحضرمى : الكارزى ، بتقديم الراء المفتوحة على الزاى ، (عمدة القوى والضعيف الورقة ٨ / ظ).
(٣) هو سعيد بن جبير.
(٤) ما بين الحاصرتين عن (سنن النسائى ٧ : ٨٥).
(٥ ـ ٥) ب : «أم لا».
(٦) سورة الفرقان : ٦٨ ـ ٧٠.
(٧) أ ، ب : «المدينة».
(٨) وهو قوله تعالى : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ ..) ، أخرجه البخارى فى (صحيحه ـ كتاب التفسير ـ سورة الفرقان ٣ : ١٦٩ ـ ١٧٠) ، ومسلم فى (صحيحه ـ باب التفسير (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً) فِيها ٥ : ٨٧٦ حديث / ١٥) وأخرجه النسائى بنحوه ، فى (سننه كتاب تحريم الدم ـ تعظيم الدم ٧ : ٧٦).
(٩) ج : «ساسوقة» «تحريف» ، والإثبات عن أ ، ب. قال الحضرمى : «يحيى بن ساسويه ، بسينين مهملتين ، الأولى منهما مفتوحة ، والثانية مضمومة ، وبينهما ألف ، وبعد الثانية واو ساكنة ، وياء مفتوحة بنقطتين من تحت» (عمدة القوى والضعيف ـ الورقة ٩ / و).
(١٠ ـ ١٠) ب : «سالم التيمى» وهو خطأ ، والمثبت عن أ ، ج.