(فى الدّين) (١) ، أن يشفع فيه فهو شفاعة سيّئة ، قال : (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً) كان له فيها أجر وإن لم يشفّع ؛ لأنّ الله تعالى قال : (مَنْ يَشْفَعْ) ، ولم يقل : من يشفّع (٢) ؛ ويؤيّد هذا قول النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ «اشفعوا تؤجروا» (٣).
أخبرنا أبو صادق أحمد بن محمد بن شاذان الصّيدلانىّ ، حدّثنا محمد بن يعقوب المعقلى (٤) ، حدّثنا محمد بن إسحاق الصّغانىّ (٥) ، أخبرنا حفص بن عمر ، حدّثنى ابن جريج ، عن عطاء ، عن عبد الله بن عمر قال :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من حالت (٦) شفاعته دون حدّ من حدود الله فقد ضادّ (٧) الله فى ملكه ، ومن أعان على خصومة بغير علم كان فى سخط الله حتى ينزع» (٨).
وأمّا «الكفل» فقال أبو عبيدة والفرّاء وجميع أهل اللّغة : «الكفل» : الحظّ والنّصيب (٩) وهو قول مجاهد والسّدّىّ والرّبيع وابن زيد.
(وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً).
__________________
(١) الإثبات عن ج.
(٢) نقل الطبرى عن الحسن ، قال : «من يشفع شفاعة حسنة كان له أجران ، ولأن الله يقول : (مَنْ يَشْفَعْ شَفاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْها) ولم يقل : (يشفّع) ؛ ويقول المحقق : ينبغى أن تقرأ (يَشْفَعْ) الأولى فى قول الحسن مشددة الفاء ، بالبناء للمجهول. ويعنى الحسن : أن الشافع لأخيه إذا استجيبت شفاعته كان له أجران : أجر عن الخير الذى ساقه إلى أخيه ، وأجر آخر هو مثل أجر المشفوع إليه فى فعله ما فعل من الخير» : (تفسير الطبرى ٨ : ٥٨١ وحاشيته).
(٣) أخرجه أبو داود عن معاوية فى (سننه ـ كتاب الأدب ، باب فى الشفاعة ٤ : ٣٣٦ حديث ٥١٣٢) ومسلم ـ عن أبى موسى ، بمثله ـ فى (صحيحه ـ كتاب البر والصدقة والأدب ، باب استحباب الشفاعة فيما ليس بحرام ٥ : ٤٨٣ ، حديث ١٤٢).
(٤) أ ، ب : «فى رواية المعقلى».
(٥) ب : «الصنعانى» «تحريف». انظر ترجمته فى (تقريب التهذيب ٤٦٧ ت / ٥٧٢١).
(٦) : أى منعت تنفيذ حقّ من حقوق الله.
(٧) حاشية ج : «من الضدّ» : أى صار لله ضدّا.
(٨) : أى يقلع ويبعد عن المعاصى. الحديث أخرجه أبو داود ـ عن ابن عمر ، بنحوه ـ فى (سننه ـ كتاب الأقضية ـ باب فيمن يعين على خصومة من غير أن يعلم أمرها ٣ : ٣٠٤ حديث ٣٥٩٧) ، وذكره المنذرى ـ عن ابن عمر ، بنحوه ، أيضا ـ فى (الترغيب والترهيب ، الترهيب من إعانة المبطل ومساعدته ، والشفاعة المانعة من حد من حدود الله وغير ذلك ٣ : ١٩٧ ـ ١٩٨ حديث ١ ، وحديث ٤ صفحة ١٩٩ عن أبى هريرة).
(٩) انظر (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ١٣٥) و (معانى القرآن للفراء ١ : ٢٨٠) و (تفسير غريب القرآن لابن قتيبة ١٣٢) و (تفسير الطبرى ٨ : ٥٨٣ ، ٥٨٥) و (تفسير القرطبى ٥ : ٢٩٦) و (الدر المنثور ٢ : ٦٠٤) و (البحر المحيط ٣ : ٣٠٩).