قال ابن عبّاس : أمروا ألّا يوالوا غير أهل دينهم.
(وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً).
: أى ضلالا لا يرجعون عنه إلى دين الله أبدا ؛ وهو النّفاق.
ومعنى الآية : تعجيب للنّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من جهل من يعدل عن حكم الله إلى حكم الطّاغوت ، مع زعمه بأنّه ((١) مؤمن) ، بالله ورسوله ، وما أنزل إليه ، وما أنزل من قبله.
٦١ ـ قوله تعالى : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ) : أى لهؤلاء المنافقين : (تَعالَوْا إِلى ما أَنْزَلَ اللهُ) يعنى : فى القرآن من الأحكام ، (وَإِلَى الرَّسُولِ) : وإلى حكمه (رَأَيْتَ الْمُنافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) : أى يعرضون عنك إلى غيرك (٢).
٦٢ ـ قوله عزوجل : (فَكَيْفَ) : ((٣) أى فكيف (٣)) يحتالون ويصنعون؟
(إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ).
: أى عقوبة من الله مجازاة على ما صنعوا ؛ وهو قوله :
(بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) : أى من التّكذيب والكفر بالقرآن والرّسول.
ثمّ عاد الكلام إلى ما سبق من القصّة ، فقال :
(ثُمَّ جاؤُكَ يَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا إِحْساناً وَتَوْفِيقاً).
وذلك أنّ المنافقين أتوا نبىّ الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، وحلفوا (٤) أنّهم) ، ما أرادوا بالعدول عنه فى المحاكمة إلّا توفيقا بين الخصوم ـ أى جمعا وتأليفا وإحسانا بالتّقريب فى الحكم ، دون الحمل على مرّ (٥) الحقّ ، وكلّ ذلك كذب منهم ؛ لأنّ الله تبارك وتعالى
٦٣ ـ قال : (أُولئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ ما فِي قُلُوبِهِمْ).
من الكذب والخيانة ، والشّرك والنّفاق ، (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ) : أى لا تعاقبهم (وَعِظْهُمْ) بلسانك (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً).
__________________
(١) أ ، ب : «لمؤمن».
(٢) قال المصنف : «أى يعرضون عنك إعراضا إلى غيرك ؛ عداوة للدين» (الوجيز للواحدى ١ : ١٥٧).
(٣ ـ ٣) الإثبات عن أ ، ج و (الوجيز للواحدى ١ : ١٥٧).
(٤) الإثبات عن ج ، و (الوجيز للواحدى ١ : ١٥٧).
(٥) حاشية ج : «مرّ الحقّ فى الشرع : عبارة عن إيصال الحقّ بتمامه إلى المستحق ، أو حرمانه بالكلية من المدّعى».