وقوله : (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً).
: أى اختلق ذنبا غير مغفور.
قال الزّجّاج : يقال : افترى فلان الكذب ؛ ((١) إذا اعتمله (١)) واختلقه. وأصله من الفرى ؛ وهو بمعنى القطع.
٤٩ ـ قوله عزوجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ)
قال ابن عبّاس فى رواية الكلبىّ : نزلت فى [رجال من](٢) اليهود أتوا بأطفالهم إلى النّبىّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : يا محمد ، هل على هؤلاء من ذنب؟ فقال : لا ، فقالوا : والله (٣) ما نحن إلّا كهيئتهم (٤) ، ما عملناه بالنّهار كفّر عنّا باللّيل ، وما عملناه باللّيل كفّر عنّا بالنّهار ، فكذّبهم الله تعالى (٥).
ومعنى (يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ) : يزعمون أنّهم أزكياء ، ((٦) وتفسير «التّزكية» قد مرّ (٦)).
وقوله : (بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ) : أى يجعل من يشاء زاكيا (٧).
قال ابن عبّاس : يريد أهل التّوحيد. (وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً).
قال ((٨) ابن عبّاس : يريد (٨)) ولا ينقصون من الثّواب قدر فتيل النّواة ، يريد القشرة التى حول النّواة ، فيما بينها وبين البسرة.
قال الفراء : «الفتيل» : ما فتلت بين إصبعيك من الوسخ (٩) ، وهو قول السّدّىّ.
وقال ابن السّكيت : «القطمير» : القشرة الرّقيقة على النّواة ، و «الفتيل» : ما كان فى شقّ النّواة ، و «النّقير» : النّكتة فى ظهر النّواة (١٠).
__________________
(١ ـ ١) أ ، ب : «إذا علته» [تحريف] والمثبت تصويب عن ج : «الاعتمال : الاضطرار فى العمل».
(٢) ما بين الحاصرتين إضافة عن (أسباب النزول للواحدى ١٤٨).
(٣) فى (أسباب النزول للواحدى ١٤٨) «والذى تحلف به» مكان «والله».
(٤) حاشية ج : «معناه : حالنا كحال الأطفال».
(٥) فى (أسباب النزول للواحدى ١٤٨) وفيه : «فهذا الذى زكوا به أنفسهم» مكان : «فكذبهم الله تعالى».
(٦ ـ ٦) أ ، ب : «وقد مر تفسير التزكية» ، والمثبت عن ج. انظر معناها فى (الوسيط للواحدى ١ : ١٩٧)
(٧) فى (الوجيز للواحدى ١ : ١٥٤) «: أى يجعل من يشاء زاكيا طاهرا ناميا فى الصلاح ...».
(٨ ـ ٨) الاثبات عن أ ، ج.
(٩) (اللسان ـ مادة : فتل) و (تفسير الطبرى ٨ : ٤٥٧ ـ ٤٥٨) و (تفسير القرطبى ٥ : ٢٤٨).
(١٠) انظر (اللسان ـ مادة : فتل).