قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ٢ ]

    الوسيط في تفسير القرآن المجيد [ ج ٢ ]

    223/351
    *

    وسلّم ـ قبل أن يأتى أهله فأسلم ، وقال : يا رسول الله ، ما كنت أرى (١) أن أصل إليك ، حتّى يحوّل وجهى فى قفاى (٢).

    وقال النّخعىّ : أقبل كعب من اليمن يحجّ بيت المقدس ، فذهب إليه ـ فبينما هو فيه ـ سمع رجلا من المهاجرين يقرأ فى جوف اللّيل هذه الآية ، فأتى عمر فأسلم (٣).

    ويروى أنّ عمر قرأ هذه الآية (عليه) (٤) ، فقال كعب : يا ربّ آمنت ، يا ربّ أسلمت ؛ مخافة أن يصيبه هذا الوعيد (٥).

    وقوله : (أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَما لَعَنَّا أَصْحابَ السَّبْتِ) : أى نمسخهم قردة كما فعلنا بأوائلهم.

    (وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً).

    قال ابن عبّاس : يريد لا رادّ لحكمه ، ولا ناقض (لأمره) (٦).

    ٤٨ ـ قوله عزوجل : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ)

    هذه الآية دليل قاطع فى مسألتين كبيرتين (من الأصول) (٧).

    أحدهما : أنّ من ارتكب الكبائر من المسلمين إذا مات على الإيمان لم يخلّده الله فى النّار ؛ وإنّما يخلّد (المشرك) (٨) فى النّار دون المسلم.

    والثانية : أنّ الله تعالى وعد المغفرة لما دون الشّرك ، فيعفو عمّن يشاء ، ويغفر لمن يشاء ، لا حجر عليه فى شىء من ذلك ، ولا تحكّم ((٩) لأحد عليه (٩)) ؛ تكذيبا للقدريّة (١٠) حيث قالوا : لا يجوز (عليه) (١١) أن يغفر الكبيرة ، ويعفو عن المعاصى.

    __________________

    (١) حاشية ح : «أى أظن»

    (٢) انظر (تفسير القرطبى ٥ : ٢٤٥) و (البحر المحيط ٣ : ١٦٧).

    (٣) حاشية ج : «وعلى هذه الرواية تكون الآية سببا لإسلام كعب» انظر (تفسير القرطبى ٥ : ٢٤٥) و (تفسير البحر المحيط ٣ : ١٦٧).

    (٤) الإثبات عن ج.

    (٥) انظر (تفسير الطبرى ٨ : ٤٤٦) و (تفسير ابن كثير ٢ : ٢٨٥) و (الدر المنثور ٢ : ٥٥٥ ، ٥٥٦).

    (٦) أ ، ب : «لقضائه».

    (٧) أ ، ب : «أصول».

    (٨) ب : «الشرك» (تحريف).

    (٩ ـ ٩) ج : «عليه لأحد».

    (١٠) حاشية ج : «القدرية : وهم قوم يقولون : إن المؤثر فى أفعال العباد إنما هو قدرته وإرادته ؛ منهم : الفلاسفة والمعتزلة وإمام الحرمين وهو من أهل السنة.

    (١١) الإثبات عن أ ، ب. انظر (البحر المحيط ٣ : ٢٦٨ ـ ٢٦٩) و (تفسير القرطبى ٥ : ٢٤٦).