قال : فإنّى أعقبتها ألّا تحمل إلّا كرها ، ولا تضع إلّا كرها ، ودمّيتها فى الشّهر مرّتين ، فرنّت حوّاء عند ذلك رنّة ، فقيل : عليك الرّنّة وعلى بناتك (١).
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم النّصرآباذيّ ، أخبرنا أبو الحسين العطار ، أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنى عبدة بن سليمان ، عن صالح بن حيّان ، قال : رأيت عبد الله بن عمر يعالج حيّة (٢) صغيرة يريد أن يقتلها فقلت : ما تصنع؟ قال :
قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «ما سالمناهن منذ (٣) عاديننا ، فاقتلوهنّ حيث وجدتموهنّ» (٤).
وقوله : (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ :) موضع قرار ، أحياء وأمواتا (وَمَتاعٌ) هو ما تمتّعت به من أىّ شىء كان. وكلّ ما حصل التّمتّع به فهو متاع.
قال المفسّرون : فلنا فى الأرض متاع من حيث الاستقرار عليها ، والاغتذاء بما تنبتها من الثّمار والأقوات.
وقوله : (إِلى حِينٍ)
«الحين» : وقت من الزّمان يصلح للأوقات كلّها طالت أم قصرت ؛ ويجمع على «الأحيان» ، ثم يجمع «الأحيان» : أحايين.
والمراد ب «الحين» ـ هاهنا ـ فيما ذكر أهل التفسير : حين الموت (٥).
__________________
(١) هذا الخبر روى عن ابن عباس ، كما فى (الدر المنثور ١ : ٥٤). حاشية ج : «قوله : فاعتل ، أى : فاعتذر. أعقبتها من الإعقاب ؛ وهو الجزاء. الكره ـ بالضم ـ : المشقة ، و «بالفتح ـ : الإكراه ، وقيل : هما بمعنى» وفى (اللسان ـ مادة : رنن): «الرنة : الصيحة الحزينة. يقال : ذو رنة. والرنين : الصياح عند البكاء».
(٢) حاشية ج : «أى : يقصد قتلها.».
(٣) أ ، ب : «ما سلمناهن مذ». حاشية ج : «أى : ما صالحناهن منذ عاديننا ؛ وهو وقت إدخال الحية إبليس الجنة».
(٤) أخرجه الطبرى عن أبى هريرة بألفاظ مختلفة ، (تفسير الطبرى ١ : ٥٣٧) وأحمد فى (المسند ٢ : ٤٣٢ ، ٥٢٠).
(٥) (تفسير الطبرى ١ : ٥٤٠) و (مفردات الراغب ١٣٨).