على الأرض ، فلمّا جاء الإسلام أبطل ذلك بالسّلام (١).
و «آدم» سمّى آدم ؛ لأنّه خلق من أديم الأرض. وقيل : إنّه كان «آدام» بالعبرانيّة : وهو التّراب ، فعرّبته العرب فقالوا : «آدم».
قوله : (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ)
قال أكثر أهل اللغة والتفسير : سمّى إبليس بهذا الاسم ، لأنّه أبلس من رحمة الله ؛ أى : أيس ؛ و «المبلس» : المكتئب الآيس الحزين ؛ وفى القرآن : (فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ)(٢).
وقال ابن الأنبارىّ : لا يجوز أن يكون مشتقّا من «أبلس» ، لأنّه لو كان كذلك لانصرف ونوّن ، كما ينوّن «إكليل ، وإحليل» وبابه ؛ وترك تنوينه فى القرآن يدلّ على أنّه أعجمىّ معرّب معرفة ، والأعجمىّ لا يعرف له اشتقاق (٣).
وقال مجاهد وطاوس عن ابن عباس : كان إبليس قبل أن يركب (٤) المعصية ملكا من الملائكة اسمه «عزازيل» وكان من سكّان الأرض ؛ وكان سكّان الأرض من الملائكة يسمّون : «الجنّ» ، ولم يكن من الملائكة أشدّ اجتهادا ، ولا أكثر علما منه ؛ فلمّا تكبّر على الله ، وأبى السّجود لآدم ، وعصاه ، طرده ولعنه ، وجعله شيطانا ، وسمّاه : (إِبْلِيسَ). وهذا قول ابن مسعود وابن جريج وقتادة وأكثر المفسّرين (٥).
وقوله : (أَبى) أى : أبى السّجود ولم يسجد (وَاسْتَكْبَرَ)(٦)
ومعنى «الاستكبار» : الأنفة ممّا لا ينبغى أن يؤنف منه.
__________________
(١) حاشية ج : «وقيل : معنى قوله : (اسْجُدُوا لِآدَمَ) أى : إلى آدم ، فكأن آدم قبلة ، والسجود لله تعالى ، كما جعلت الكعبة قبلة للصلاة ، والصلاة لله عزوجل» وجاء نحوه فى (تفسير القرطبى ١ : ٢٩٣).
(٢) سورة الأنعام : ٤٤. فى (تفسير الطبرى ١ : ٥٠٩) «يعنى به : أنهم آيسون من الخير ، نادمون حزنا».
(٣) (تفسير الطبرى ١ : ٥٠٩ ـ ٥١٠) و (مجاز القرآن لأبى عبيدة ١ : ٣٨).
(٤) أ : «أن يرتكب» ، ب : «أن ارتكب».
(٥) كما فى (تفسير الطبرى ١ : ٥٠٢ ـ ٥٠٦).
(٦) أ ، ب : «وقوله : (وَاسْتَكْبَرَ)». حاشية ج : «أى : تكبر عن السجود لآدم عليهالسلام».