فدّى لبنى ذهل بن شيبان ناقتى |
|
إذا كان يوما ذا كواكب أشهبا (١) |
أى : إذا كان اليوم يوما.
وقوله : (وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ) ذكرنا أنّ هذا أمر ندب ، وليس بواجب.
وقوله : (وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ)
نهى الله تعالى الكاتب والشّهيد (٢) عن المضارّة ؛ وهو أن يزيد الكاتب ، أو ينقص منه ، أو يحرّف ، وأن يشهد الشّاهد بما لم يستشهد عليه ، أو يمتنع من إقامة الشّهادة.
وهذا قول طاوس ، والحسن وقتادة وابن زيد ، وعلى هذا أصله «يضارر» (٣).
قال ابن عباس : هو أن يمتنع الكاتب أن يكتب ، والشّاهد أن يشهد.
وقال عكرمة : هو أن يدعى الكاتب والشّاهد وهما مشغولان. وقيل : هو أن يدعى الكاتب ليكتب الباطل ، ويدعى الشاهد ليشهد الزّور. فعلى هذه الأقوال (٤) أصله «لا يضارر» (٥).
(وَإِنْ تَفْعَلُوا) يعنى : ما ذكر الله من المضارّة (فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ)
أخبر الله تعالى أنّ مضارّة الكاتب والشّاهد فسق (٦) ؛ أى : خروج عمّا أمر الله تعالى به (٧).
__________________
(١) هذا البيت فى (تفسير الكشاف ١ : ٢٨٩) و (الفخر الرازى ٢ : ٣٨٨) برواية : بنى أسد هل تعلمون بلاءنا إذا كان يوما ذا كواكب أشنعا. وهو فى (اللسان ـ مادة : شهب) وتفسير القرطبى ٣ : ٣٧٣) برواية :
إذا كان يوم ذو كواكب أشهب
والبيت لمقاس العائذى ، واسمه مسهر بن النعمان .. وذهل بن شيبان من بنى بكر بن وائل. وكان مقاس نازلا فيهم ، وأصله من قريش من عائذة وهو حى منهم» كما فى (حاشية تفسير القرطبى).
(٢) أ ، ب : «والشاهد».
(٣) بكسر الراء ، ثم وقع الإدغام ، وفتحت الراء فى الجزم لخفة الفتحة .. وقرأ عمر بن الخطاب وابن عباس وابن أبى إسحاق : «يضارر» بكسر الراء. انظر (تفسير القرطبى ٣ : ٤٠٥) و (الكشاف للزمخشرى ١ : ٢٨٩).
(٤) أ ، ب : «فعلى هذا القول».
(٥) بفتح الراء ، وكذلك قرأ ابن مسعود بفتح الراء الأولى ، كما فى (تفسير القرطبى ٣ : ٤٠٦) و (تفسير الكشاف ١ : ٢٨٩) قال الطبرى (٥ : ٩٠ ـ ٩١) ـ بعد أن سرد اختلاف أهل التأويل فى معنى ذلك : «وأولى الأقوال بالصواب قول من قال ، معنى ذلك : ولا يضارهما من استكتب هذا ، أو استشهد هذا ، بأن يأبى على هذا إلا أن يكتب له وهو مشغول بأمر نفسه ، ويأبى على هذا إلا أن يجيب إلى الشهادة وهو غير فارغ».
(٦) ب : «فُسُوقٌ».
(٧) ب : «عما أمره الله تعالى به».